responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 240

يستفاد من هذه الاية، أن النية الخالصة هي التي تضفي علي العمل قيمة، و تجعل منه عملا ساميا و نبيلا. و في المقابل، فان مثل من ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله و تثبيتا لقلوبهم كمثل جنة في موضع مرتفع، فهطل عليها مطر غزير فأثمرت ضعف محصولها، و حتي لو لم ينزل مطر و فير و نزل مطر قليل، فهي تثمر أيضا.[1] ان قيمة أي عمل صالح - حتي و ان كان من خير الاعمال و أفضلها - يتوقف علي النية المقصودة من ورائه . اذا فالاعمال رهينة بنية فاعليها. والنية الخالية من الرياء هي التي تضفي علي العمل وجاهة، و تجعل منه باعثا علي الكمال . أما الاعمال التي لايراد بها وجه الله فلا قيمة لها، بل انها تقطع السبيل المؤدية الي الله . و قد يرتضي البعض مثل هذه الاعمال لنفسه و يكتفي بها بدلا من المبادرة الي أعمال صالحة فيها رضا لله .

مكانة النظام الاخلاقي في الاسلام

المفاهيم الاخلاقية في الاسلام، تابعة لنظام ديني . و هناك علاقة عميقة بين المفاهيم الاخلاقية، والقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية . و لايمكن فصل الاخلاق عن السياسة و عن القضايا الاقتصادية والاجتماعية .

ان كل واحد من أحكام الاسلام له موقعه في الموضع المخصص له، و عدم وجوده في موضعه يعد بمثابة نقص، و يؤدي الي عدم فاعلية الاحكام الاخري . نذكر مثلا أن التزكية تعني [2] تهذيب و اصلاح النفس، وقرنت في بعض الايات القرآنية المكية بانفاق الاموال و بالتقوي .[3] و أما في السور المدنية فغالبا ما قرنت الزكاة بالصلاة . و لعل السبب الكامن وراء استعمال هذه الكلمة في القرآن هو أن انفاق المال يجب أن يكون ذا منطلق أخلاقي ، و بقصد تهذيب النفس وتزكيتها من الرذائل الاخلاقية كالبخل والحسد، وتقوية ما فيها من فضائل أخلاقية . و بهذا العمل تتحقق الغاية الاساسية من وراء الزكاة و هي الطهارة

[1] سورة البقرة (2)، الاية 265 .
[2] سورة الاعلي (87)، الاية 14 ; سورة الشمس (91)، الاية 9 .
[3] سورة الليل (92)، الايتان 17 و 18 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست