responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 215

و هناك تتعالي الاصوات و كل ينادي وانفساه، و تحجب الابصار و تضطرب الانفاس، وتزداد نبضات القلوب . و من الطبيعي أن مثل هذه الحالة لو عرضت لاحد فانه يتعثر في مشيته حتي لو كان يسير علي أرض مستوية، فما بالك اذا كان يمر علي صراط دقيق وخطير. ان عبور هذه العقبة بنجاح ينتهي بالمرء الي الاتصال بعالم الحق، فيثبت قدمه هناك وتطمئن نفسه، و يبلغ مرحلة السكينة والاستقرار. و هذا لايتحقق طبعا الا بما ادخره المرء من عمل صالح في دنياه .

والاشارة الي هذه الملاحظة لاتخلو من فائدة، و هي أن المراد من دقة الصراط ربما يكون الحقائق التوحيدية، والمعتقدات الحقة، والعمل الصالح الذي يعتبر - حقا - شيئا دقيقا و أدق من الشعرة، و يحتمل فيه السقوط والانحراف في أية لحظة . و هذا ما يوجب علي المرء أن يكون في حذر منها علي الدوام و يسأل ربه الثبات علي هذا الصراط، و أن لايكله الي نفسه طرفة عين أبدا. و أخيرا و بعد انجلاء أهوال و شدة القيامة والنظر في أعمال العباد، ينال كل واحد منهم جزأه بما يتناسب مع عمله و معتقده، و يتجه نحو المكان المخصص له فيسير المؤمنون الي جنان الخلد، بينما يساق الكفرة والعاصون الي جهنم .

الجنة

و بعد النظر في أعمال العباد و معقتداتهم، يدخل قسم منهم الي الجنة جزاء علي ايمانهم و صالح أعمالهم . والجنة هي المكان الذي ينتهي اليه المؤمنون الذين يحيون الليل بالعبادة و ينفقون مما رزقهم الله،[1] و هي للذين يجاهدون في سبيل نشر الاسلام و يضحون لهذا الهدف بأنفسهم و أموالهم،[2] و يمكن القول بايجاز: ان الجنة يدخلها الذين يعبدون ربهم، و يحترمون حقوق و حرمات الاخرين لله، و يؤدون واجباتهم من غير طمع في شئ.

يتنعم من يدخل الجنة من النساء والرجال بما جعل الله لهم فيها من لذائذ الطعام والشراب، و كل ما يحبون و ما تشتهي أنفسهم،[3] و هناك نعمة أعظم من كل تلك النعم

[1] سورة السجدة (32)، الايات 15 - 19 .
[2] سورة التوبة (9)، الاية 111 .
[3] (و فيها ما تشتهيه الانفس و تلذ الاعين); سورة الزخرف (43)، الاية 71 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست