responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 171

حيث جاء في شأن نزول آية التبليغ [1] - حسبما نقل كل من الشيعة والسنة - ما يلي : عندما كان النبي عائدا الي المدينة من حجة الوداع و برفقته تسعون ألفا أو مئة و عشرون ألفا من المسلمين، نزلت الاية المذكورة في موضع يقال له خم . فأمر النبي 6 بجمع الناس، و ألقي فيهم خطبة قال فيها: أتعلمون أني أولي بكم من أنفسكم ؟ و كرر هذا ثلاث مرات، والقوم يقولون في كل مرة : نعم ! ثم قال : "من كنت مولاه فعلي مولاه". و هذا الحديث نقله عدد كبير من الصحابة بقليل من الاختلاف .[2] و نقل هذا القول عن رسول الله في مواقف شتي .

تكشف آية التبليغ حقيقة و هي أن النبي 6 كان مكلفا بابلاغ أمر خطير بحيث أنه ان لم يبلغه فكأنما لم يبلغ الرسالة . ويستفاد من طمأنة الله للنبي بأنه كان هناك من يعارضون هذا الامر، و أنهم كانوا سيعارضونه فيما لو أعلنه . فما هو هذا الامر المهم الذي يطمئن الله خاطر نبيه من أجله و يعده بالمحافظة عليه من شر الناس ؟ ذهب البعض الي القول : ان هذا الامر المهم يتعلق بأهل الكتاب بدليل أن الاية جاءت في سياق آيات تتعلق بأهل الكتاب، و لكن من الواضح أن اليهود والنصاري لم يكونوا يومذاك في وضع بحيث يخشاهم النبي 6، بل ان مثل هذه الخشية لم تكن حتي في أوائل الهجرة الي المدينة حيث كانت شوكة اليهود أقوي، فما بالك بما بعد توطيد دعائم قوة النبي 6.

و لم يكن هذا الامر المهم هو الدين كله ; لان النبي كان قد أبلغ معظم الدين طيلة مدة رسالته . و يستفاد من عموم كلمة "الناس" أنه كان هناك بين أصحاب النبي 6 اضافة الي المؤمنين، منافقون و في قلوبهم مرض، ممن لايمكن فرزهم . و جملة (ان الله لا يهدي القوم الكافرين ) في مقام تعليل لجملة (والله يعصمك من الناس ) . والمراد بالكفر هو الكفر بالحكم المشار اليه في (ما أنزل اليك ) . والمراد بعدم هدايته تعالي

[1] السيوطي ، الدر المنثور، ج 2، ص 298 .
[2] ليس هناك أي شك في حديث الغدير، حتي ان ابن حجر صرح في الصواعق بصحته . وجاء في رواية أحمد بن حنبل ان ثلاثين من الصحابة سمعوه . المظفر الحلي ، دلائل الصدق ... و أورد العلامة الاميني مائة و عشرة من رواة الحديث من الصحابة مع ذكر المصدر. وللاطلاع علي مزيد من التفاصيل، راجع كتاب الغدير، ج 1، ص 14 الي 61 ; و دراسات في ولاية الفقيه، ج 1، ص 49 و 50 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست