responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 156
آخرون كلام كاهن .[1] و دفعهم الخوف من تأثيره الي أن يأمروا الناس بصم أسماعهم عنه . و لاشك في أن كل هذه الاقوال والافعال تنطوي علي اعتراف ضمني بأن للقرآن سحرا يفوق ما كان معروفا بينهم من أساليب البلاغة والفصاحة التي تتسم بها الخطب والاشعار في عصرهم . و هذا الموقف علي ما فيه من معارضة، فهو ينم أيضا عن عجزهم عن مجابهة القرآن، و قد تحداهم رسول الله 6 أن يأتوا بمثل هذا الكلام ان كانوا لايؤمنون به و ينكرون أنه كلام الله : (و ان كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين ) .[2]

تجدر الاشارة الي أن التحدي بالاتيان بمثل للقرآن جاء علي ثلاث مراحل ; ففي المرحلة الاولي جاء بطلب الاتيان بمثل للقرآن كله،[3] و في المرحلة الثانية جاء علي شكل دعوة للاتيان بعشر سور كسور القرآن .[4] و في المرحلة الاخيرة كانت الدعوة للاتيان بسورة واحدة [6] أو بكلام مشابه للقرآن .[5] و قد حاول كثيرون الاستجابة لذلك التحدي ، و فكروا في أنفسهم أن ينسجوا أشياء تحاكي القرآن، و لكنهم عندما قارنوها مع القرآن لم يتجرأوا علي اعلانها أمام الناس . و أما الذين تجرأوا علي المجاهرة بما نسجوه من عند أنفسهم فلم يثبتوا سوي عجزهم عن مجاراة القرآن . و قد عبر القرآن عن هذا العجز مسبقا بقوله : (قل لئن اجتمعت الانس والجن علي أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) .[7]

ان ما حاول خصوم النبي 6 مضاهاته هو فصاحة القرآن و بلاغته، و قد فشلوا في محاولاتهم هذه فشلا ذريعا. و لاشك في أن ما يميز القرآن - ككتاب سماوي - هو محتواه الخالد وعطاؤه للبشرية . و هذا يعني أن اعجاز القرآن لاينحصر في مجال اعجازه الادبي والبلاغي فحسب .

[1] سورة الطور (52)، الاية 29 ; سورة الحاقة (69)، الاية 42 .
[2] سورة البقرة (2)، الاية 23 ; و أيضا راجع : سورة يونس (10)، الاية 38 .
[3] سورة الاسراء (17)، الاية 88 .
[4] سورة هود (11)، الاية 13 .
[5] سورة البقرة (2)، الاية 23 .
[6] سورة الطور (52)، الاية 34 .
[7] سورة الاسراء (17)، الاية 88 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست