responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 107
تصدر الي الواقع عين بعضها و عين ذاته . فذاته واحدة و فيها كل صفات الكمال من علم، و قدرة، و حكمة و ما شابه ذلك، و لكن هذه الصفات ليست زائدة أو مضافة الي وجود الله، بل انها عين وجوده ; و ذلك لانه لو كانت صفة أو مجموعة صفات متمايزة و خارجة عن ذاته، لاستلزم ذلك التركيب في ذاته، و هذا يعني أنه يحتاج الي مجموعة من الصفات . و هذا بطبيعة الحال يتعارض مع ذاته الغنية .

3 - التوحيد في الافعال

و معناه أن كل ما يجري في العالم انما هو من فعل الله، و لا شريك له في أفعاله . فهو الخالق والرازق والمدبر لكل الكون، لايعينه أحد في أفعاله، و ليس من أحد قادر علي اعانته بشئ من ذلك . و هو غني عن غيره في خلق العالم و ادارة شؤونه . و هكذا الحال أيضا في ارسال الانبياء و تشريع الدين . و كل شئ خاضع لقدرته . و هو تعالي المؤثر الوحيد في أعمال عباده، و لا أحد غيره يؤثر فيها. و لهذا ينبغي أن يتوجه اليه المؤمنون في أعمالهم : (و قل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له ولي من الذل و كبره تكبيرا) .[1]

كما أن من تصرفوا في عالم الوجود من الانبياء(ع) باذن الله في مواقف خاصة، كالنبي عيسي (ع) الذي صنع من الطين طيرا أو أحيا نفسا ميتة،[2] و غير ذلك، انما كان ذلك باذن الله، و لم تكن لهم استقلالية في فعلهم . والتوحيد في الافعال لايعني طبعا أن لا أحد يستطيع القيام بعمل في عالم الوجود; لان الناس يقومون في كل يوم بما لايحصي من الاعمال، كما أن هناك منهم من يفعل ذلك الحادا و من غير اعتقاد بخالق العالم و مدبره . ان التوحيد في الافعال معناه التمسك بالاعتقاد بأن كل شئ في الوجود خاضع لربوبية الله، و لا شئ يقع خارج أمره . و علي هذا الاساس فان الموحد يعتبر نفسه ملزما بأداء أعماله في سياق مشيئة الله، و بالتوكل عليه والاستعانة به .

[1] سورة الاسراء (17)، الاية 111 .
[2] سورة آل عمران (3)، الاية 49 .
نام کتاب : الاسلام دين الفطرة نویسنده : منتظري، حسينعلي    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست