قال: فرجعت إليها مبادرا، فوجدتها قد أفاقت و هي قاعدة، و الخادمة تلقمها الطبرزد؛ فقلت: ما حالك؟ قالت: قد صبّ اللّه عليّ العافية صبّا، و قد اشتهيت هذا السكّر.
قالت: خرجت من عندي و أنا أجود بنفسي، فدخل عليّ رجل عليه ثوبان ممصّران، قال: مالك؟ قلت: أنا ميّتة، و هذا ملك الموت قد جاء لقبض روحي، فقال: يا ملك الموت! قال: لبّيك أيّها الإمام. قال: أ لست امرت بالسمع و الطاعة لنا؟ قال: بلى.
قال: فإنّي آمرك أن تؤخّر أمرها عشرين سنة. قال: السمع و الطاعة.
قالت: فخرج هو و ملك الموت [من عندي] فأفقت من ساعتي. [1]
7- باب آخر [في استجابة دعائه (عليه السلام) في إحياء اللّه تعالى رجلا]
الأخبار، الأصحاب:
1- الخرائج و الجرائح: روى محمّد بن راشد، عن جدّه، قال:
قصدت إلى جعفر بن محمّد (عليهما السلام) أسأله عن مسألة، فقالوا: مات السيّد الحميري الشاعر، و هو في جنازته، فمضيت إلى المقابر فاستفتيته، فأفتاني؛
فلمّا أن قمت أخذ بثوبي، فجذبه إليه، ثمّ قال: إنّكم معاشر الأحداث تركتم العلم.
فقلت: أنت إمام هذا الزمان؟ قال: نعم.
قلت: فدليل أو علامة؟ فقال: سلني عمّا شئت اخبرك به إن شاء اللّه.
قال: إنّي اصبت بأخ لي و [قد] دفنته في هذه المقابر، فأحيه لي بإذن اللّه.
قال: ما أنت بأهل لذلك، و لكن أخاك كان مؤمنا، و اسمه عندنا «أحمد».
ثمّ دنا من قبره [و دعا، قال:] فانشقّ عنه قبره، و خرج إليّ و هو يقول:
[1] 1/ 294 ح 2، عنه البحار: 47/ 115 ح 152، و إثبات الهداة: 5/ 401 ح 133، و مدينة المعاجز: 386 ح 92، و أورد قطعة منه في الصراط المستقيم: 2/ 185 ح 2.