دخل جعفر بن محمّد على أبي جعفر المنصور، فتكلّم، فلمّا خرجوا من عنده أرسل إلى جعفر بن محمّد (عليه السلام) فردّه، فلمّا رجع حرّك شفتيه بشيء؛
فقيل له: ما قلت؟ قال:
قلت: اللهمّ إنّك [1] تكفي من كلّ شيء، و لا يكفي منك شيء، فاكفنيه.
فقال له: ما يقرّك عندي؟.
فقال له أبو عبد اللّه (عليه السلام): قد بلغت سنّا [2] لم يبلغها أحد من آبائي في الإسلام و ما أراني أصحبك إلّا قليلا، ما أرى هذه السنة تتمّ لي.
قال: فإن بقيت؟ قال: ما أراني أبقى.
قال: فقال أبو جعفر: احسبوا له. فحسبوا، فمات في شوّال. [3]
4- المناقب لابن شهر اشوب، و إعلام الورى: من كتاب «نوادر الحكمة» عن أحمد ابن محمّد، عن محمّد بن فضيل، عن شهاب بن عبد ربّه، قال:
قال لي أبو عبد اللّه (عليه السلام): كيف [أنت] إذا نعاني إليك محمّد بن سليمان؟
قال: فلا و اللّه ما عرفت محمّد بن سليمان، و لا علمت من هو؟
قال: ثمّ كثر مالي، و عرضت تجارتي بالكوفة و البصرة، فإنّي يوما بالبصرة عند محمّد بن سليمان- و هو والي البصرة- إذ ألقى إليّ كتابا، و قال لي:
يا شهاب، أعظم اللّه أجرك و أجرنا في إمامك جعفر بن محمّد (عليهما السلام).
قال: فذكرت الكلام، فخنقتني العبرة، فخرجت، فأتيت منزلي، و جعلت أبكي على أبي عبد اللّه (عليه السلام). [4]
استدراك
(5) المختار: قال سفيان بن عيينة: قال لي جعفر بن محمّد (عليهما السلام):
توفّي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، و هو ابن ثمان و خمسين سنة.
و قتل الحسين بن عليّ (عليه السلام)، و هو ابن ثمان و خمسين.
[1] «أنت» ع، ب.
[2] «أشياء»: م، ب.
[3] تقدّم ص 457 ح 1 بتخريجاته.
[4] تقدّم ص 261 ح 30 بتخريجاته.