نام کتاب : ترجمة الإمام الحسين نویسنده : ابن عديم جلد : 1 صفحه : 143
بسراة فبات بها، ثمّ ارتحل و سار، فلمّا انتصف النهار و اشتدّ الحرّ، و كان ذلك في القيض، تراءت لهم الخيل.
فقال الحسين لزهير بن القين: أما هاهنا مكان نلجأ إليه أو شرف نجعله خلف ظهورنا، و نستقبل القوم من وجه واحد؟
قال له زهير: بلي، هذا جبل ذي جشم [1] يسرة عنك، فمل بنا إليه، فإن سبقت إليه فهو كما تحبّ.
فسار حتّى سبق إليه و جعل ذلك الجبل وراء ظهره، و أقبلت الخيل و كانوا ألف فارس مع الحرّ بن يزيد التميمي ثمّ اليربوعي، حتّى إذا دنوا أمر الحسين- (عليه السّلام)- فتيانه أن يستقبلوهم بالماء، فشربوا و تغمّرت خيلهم، ثمّ جلسوا جميعا في ظلّ خيولهم و اغتّها في أيديهم حتّى إذا حضر الظهر قال الحسين- (عليه السّلام)- للحرّ: أ تصلّي معنا، أو تصلّي بأصحابك و أصلّي بأصحابي؟
قال الحرّ: بل نصلّي جميعا بصلاتك، فتقدّم الحسين- (عليه السّلام)- فصلّى بهم جميعا.
فلمّا انفتل من صلاته حوّل وجهه إلى القوم، ثمّ قال:
أيّها الناس! معذرة إلى اللّه ثمّ إليكم، إنّي لم آتكم حتّى أتتني كتبكم، و قدمت عليّ رسلكم، فإن أعطيتموني ما أطمئنّ به من عهودكم و مواثيقكم دخلنا معكم مصركم، و إن تكن الأخرى انصرفت من حيث جئت.
فاسكت القوم، فلم يردّوا عليه شيئا! حتّى إذا جاء وقت العصر نادى مؤذّن الحسين، ثمّ أقام و تقدّم الحسين فصلّى بالفريقين، ثمّ انفتل إليهم، فأعاد مثل القول الأوّل.
فقال الحرّ بن يزيد: و اللّه ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر [2]!
فقال الحسين- (عليه السّلام)-: ايتني بالخرجين اللذين فيها كتبهم [71- ب] فاتي بخرجين مملوءين كتبا، فنشرت بين يدي الحرّ و أصحابه.