responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 48

و فيها كانت وفاة عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي، أسلم قبل الفتح، و هاجر، و قيل: إنه إنما أسلم عام حجة الوداع، و ورد في حديث أن رسول اللَّه دعا له أن يمتعه اللَّه بشبابه، فبقي ثمانين سنة لا يرى في لحيته شعرة بيضاء، و مع هذا كان أحد الأربعة الذين دخلوا على عثمان، ثم صار بعد ذلك من شيعة على، فشهد معه الجمل و صفين، و كان من جملة من أعان حجر بن عدي فتطلبه زياد فهرب إلى الموصل، فبعث معاوية إلى نائيها فوجدوه قد اختفى في غار فنهشته حية فمات فقطع رأسه فبعث به إلى معاوية، فطيف به في الشام و غيرها، فكان أول رأس طيف به. ثم بعث معاوية برأسه إلى زوجته آمنة بنت الشريد- و كانت في سجنه- فألقى في حجرها، فوضعت كفها على جبينه و لئمت فمه و قالت: غيبتموه عنى طويلا، ثم أهديتموه إلى قتيلا فأهلا بها من هدية غير قالية و لا مقلية.

و أما كعب بن مالك الأنصاري السلمي‌

شاعر الإسلام فأسلم قديما و شهد العقبة و لم يشهد بدرا كما ثبت في الصحيحين في سياق توبة اللَّه عليه فإنه كان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم من تخلفهم عن غزوة تبوك كما ذكرنا ذلك مفصلا في التفسير، و كما تقدم في غزوة تبوك. و غلط ابن الكلبي في قوله إنه شهد بدرا، و في قوله إنه توفى قبل إحدى و أربعين، فان الواقدي- و هو أعلم منه- قال توفى سنة خمسين، و قال القاسم بن عدي سنة إحدى و خمسين رضى اللَّه عنه.

المغيرة بن شعبة

ابن أبى عامر بن مسعود أبو عيسى و يقال أبو عبد اللَّه الثقفي، و عروة بن مسعود الثقفي عم أبيه، كان المغيرة من دهاة العرب، و ذوى آرائها، أسلم عام الخندق بعد ما قتل ثلاثة عشر من ثقيف، رجعهم من عند المقوقس و أخذ أموالهم فغرم دياتهم عروة بن مسعود، و شهد الحديبيّة، و كان واقفا يوم الصلح على رأس رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بالسيف صلتا، و بعثه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بعد إسلام أهل الطائف هو و أبو سفيان بن حرب فهدما اللات، و قدمنا كيفية هدمهما إياها، و بعثه الصديق إلى البحرين، و شهد اليمامة و اليرموك فأصيبت عينه يومئذ، و قيل بل نظر إلى الشمس و هي كاسفة فذهب ضوء عينه، و شهد القادسية، و ولاه عمر فتوحا كثيرة، منها همدان و ميسان، و هو الّذي كان رسول سعد إلى رستم فكلمه بذلك الكلام البليغ فاستنابه عمر على البصرة، فلما شهد عليه بالزنا و لم يثبت عزله عنها و ولاه الكوفة، و استمر به عثمان حينا ثم عزله، فبقي معتزلا حتى كان أمر الحكمين فلحق بمعاوية، فلما قتل على و صالح معاوية الحسن و دخل الكوفة ولاه عليها فلم يزل أميرها حتى مات في هذه السنة على المشهور. قاله محمد بن سعد و غيره. و قال الخطيب: أجمع الناس على ذلك، و ذلك في رمضان منها عن سبعين سنة، و قال أبو عبيد: مات سنة تسع و أربعين، و قال:

ابن عبد البر: سنة إحدى و خمسين، و قيل سنة ثمان و خمسين، و قيل سنة ست و ثلاثين و هو غلط.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست