responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 192

قال أبو مخنف: فحدثني أبو جعفر العبسيّ قال: و قام يحيى بن الحكم- أخو مروان بن الحكم- فقال:-

لهام بجنب الطف أدنى قرابة* * * من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل‌

سمية أضحى نسلها عدد الحصى‌* * * و ليس لآل المصطفى اليوم من نسل‌

قال: فضرب يزيد في صدر يحيى بن الحكم و قال له: اسكت، و قال محمد بن حميد الرازيّ- و هو شيعي-: ثنا محمد بن يحيى الأحمري ثنا ليث عن مجاهد قال، لما جي‌ء برأس الحسين فوضع بين يدي يزيد تمثل بهذه الأبيات:-

ليت أشياخى ببدر شهدوا* * * جزع الخزرج في وقع الأسل‌

فأهلّوا و استهلوا فرحا* * * ثم قالوا لي هنيا لا تسل‌

حين حكت بفناء بركها* * * و استحر القتل في عبد الأسل‌

قد قتلنا الضعف من أشرافكم‌* * * و عدلنا ميل بدر فاعتدل [1]

قال مجاهد: نافق فيها، و اللَّه ثم و اللَّه ما بقي في جيشه أحد إلا تركه أي ذمه و عابه.

و قد اختلف العلماء بعدها في رأس الحسين هل سيّره ابن زياد إلى الشام إلى يزيد أم لا، على قولين، الأظهر منهما أنه سيره إليه، و قد ورد في ذلك آثار كثيرة فاللَّه أعلم. و قال أبو مخنف عن أبى حمزة الثمالي عن عبد اللَّه اليماني عن القاسم بن بخيت، قال: لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينكت بقضيب كان في يده في ثغره، ثم قال: إن هذا و إيانا كما قال الحصين ابن الحمام المري:-

يفلقن هاما من رجال أعزة* * * علينا و هم كانوا أعق و أظلما

فقال له أبو برزة الأسلمي: أما و اللَّه لقد أخذ قضيبك هذا مأخذا لقد رأيت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يرشفه، ثم قال: ألا إن هذا سيجي‌ء يوم القيامة و شفيعه محمد، و تجي‌ء و شفيعك ابن زياد. ثم قام فولى. و قد رواه ابن أبى الدنيا عن أبى الوليد عن خالد بن يزيد بن أسد عن عمار الدّهنى عن جعفر. قال:

لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد و عنده أبو برزة و جعل ينكت بالقضيب فقال له: «ارفع قضيبك فلقد رأيت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يلثمه». قال ابن أبى الدنيا: و حدثني مسلمة بن شبيب عن الحميدي عن سفيان سمعت سالم بن أبى حفصة قال قال الحسن: لما جي‌ء برأس الحسين جعل يزيد


[1] بالهامش: لا يتصور أن يكون يزيد قد تمثل بهذه الأبيات هذه الأيام، فان المؤرخين قاطبة ذكروا أنه تمثل بها لما جاءه خبر وقعة الحرة بالمدينة الشريفة، و قتل الأنصار، و وقعة الحرة بعد هذه كما ستراه. و أيضا فان قضية الحسين رضى اللَّه عنه لم يكن حاضرها أحد من الخزرج، يعلم ذلك من الإلمام بالأخبار و أيام الناس و اللَّه أعلم.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست