responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 191

و رواه الطبراني من طريق ثابت عن زيد.

و قد قال الترمذي: حدثنا واصل بن عبد الأعلى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير. قال: لما جي‌ء برأس عبيد اللَّه بن زياد و أصحابه فنصبت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم و هم يقولون: قد جاءت قد جاءت، فإذا حية قد جاءت تتخلل الرءوس حتى دخلت في منخري عبيد اللَّه بن زياد، فمكثت هنيهة ثم خرجت، فذهبت حتى، تغيب ثم قالوا: قد جاءت قد جاءت، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا. ثم قال الترمذي: حسن صحيح.

و أمر ابن زياد فنودي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر فذكر ما فتح اللَّه عليه من قتل الحسين الّذي أراد أن يسلبهم الملك و يفرق الكلمة عليهم، فقام إليه عبد اللَّه بن عفيف الأزدي، فقال: ويحك يا ابن زياد!! تقتلون أولاد النبيين و تتكلمون بكلام الصّديقين! فأمر به ابن زياد فقتل و صلب. ثم أمر برأس الحسين فنصب بالكوفة و طيف به في أزقتها، ثم سيره مع زحر بن قيس و معه رءوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية بالشام، و كان مع زحر جماعة من الفرسان، منهم أبو بردة بن عوف الأزدي: و طارق بن أبى ظبيان الأزدي، فخرجوا حتى قدموا بالرءوس كلها على يزيد بن معاوية.

قال هشام: فحدثني عبد اللَّه بن يزيد بن روح بن زنباع الجذامي عن أبيه عن الغاز بن ربيعة الجرشى من حمير. قال: و اللَّه إني لعند يزيد بن معاوية بدمشق إذ أقبل زحر بن قيس فدخل على يزيد، فقال له يزيد: ويحك ما وراءك؟ [فقال أبشر يا أمير المؤمنين بفتح اللَّه عليك و نصره، و رد علينا الحسين بن على بن أبى طالب و ثمانية عشر من أهل بيته، و ستون رجلا من شيعته، فسرنا إليهم فسألناهم أن يستسلموا و ينزلوا على حكم الأمير عبيد اللَّه بن زياد أو القتال، فاختاروا القتال، فغدونا إليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية حتى أخذت السيوف مأخذها من هام القوم، فجعلوا يهربون إلى غير مهرب و لا وزر، و يلوذون منا بالآكام و الحفر، لواذا كما لاذ الحمام من صقر، فو اللَّه ما كانوا إلا حزر جزور، أو نومة قائل، حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجردة، و ثيابهم مزمّلة، و خدودهم معفرة، تصهرهم الشمس و تسفى عليهم الريح، وازرهم العقبان و الرخم‌] [1] قال: فدمعت عينا يزيد بن معاوية و قال: كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن اللَّه ابن سمية، أما و اللَّه لو أنى صاحبه لعفوت عنه، و رحم اللَّه الحسين. و لم يصل الّذي جاء برأسه بشي‌ء. و لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد قال: أما و اللَّه لو أنى صاحبك ما قتلتك، ثم أنشد قول الحسين بن الحمام المري الشاعر

يفلقن هاماً من رجال أعزّة* * * علينا و هم كانوا أعق و أظلما


[1] سقط من من المصرية

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست