responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 190

رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)؟ و اللَّه لا يجمعني و إياك فراش أبدا، ثم نهضت عنه من الفراش، و استدعى بامرأة له أخرى من بنى أسد فنامت عنده قالت المرأة الثانية الاسدية: و اللَّه ما زلت أرى النور ساطعا من تلك الاجانة إلى السماء، و طيورا بيضا ترفرف حولها، فلما أصبح غدا به إلى ابن زياد فأحضره بين يديه، و يقال إنه كان معه رءوس بقية أصحابه، و هو المشهور. و مجموعها اثنان و سبعون رأسا، و ذلك أنه ما قتل قتيل إلا احتزوا رأسه و حملوه إلى ابن زياد، ثم بعث بها ابن زياد إلى يزيد بن معاوية إلى الشام.

قال الامام أحمد: حدثنا حسين ثنا جرير عن محمد عن أنس. قال: أتى عبيد اللَّه بن زياد برأس الحسين فجعل في طست فجعل ينكت عليه و قال في حسنه شيئا، فقال أنس: إنه كان أشبههم برسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، و كان مخضوبا بالوشمة. و رواه البخاري في المناقب عن محمد بن الحسن بن إبراهيم- هو ابن إشكاب- عن حسين بن محمد عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين عن أنس فذكره. و قد رواه الترمذي من حديث حفصة بنت سيرين عن أنس. و قال: حسن صحيح، و فيه «فجعل ينكت بقضيب في أنفه و يقول: ما رأيت مثل هذا حسنا». و قال البزار: حدثنا مفرّج بن شجاع بن عبيد اللَّه الموصلي ثنا غسان بن الربيع ثنا يونس بن عبيدة عن ثابت و حميد عن أنس. قال: لما أتى عبيد اللَّه بن زياد برأس الحسين جعل ينكت بالقضيب ثناياه و يقول: لقد كان- أحسبه قال جميلا- فقلت: و اللَّه لأسوءنك «إني رأيت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يلثم حيث يقع قضيبك». قال فانقبض.

تفرد به البزار من هذا الوجه و قال: لا نعلم رواه عن حميد غير يونس بن عبدة و هو رجل من أهل البصرة مشهور و ليس به بأس. و رواه أبو يعلى الموصلي عن إبراهيم بن الحجاج عن حماد بن سلمة عن على بن زيد عن أنس فذكره. و رواه قرة بن خالد عن الحسن عن أنس فذكره.

و قال أبو مخنف عن سليمان بن أبى راشد عن حميد بن مسلم. قال: دعاني عمر بن سعد فسرّحنى إلى أهله لأبشرهم بما فتح اللَّه عليه و بعافيته، فأجد ابن زياد قد جلس للناس، و قد دخل عليه الوفد الذين قدموا عليه، فدخلت فيمن دخل. فإذا رأس الحسين موضوع بين يديه، و إذا هو ينكت فيه بقضيب بين ثناياه ساعة، فقال له زيد بن أرقم: ارفع هذا القضيب عن هاتين الثنيتين، فو اللَّه الّذي لا إله إلا هو لقد رأيت شفتي رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) على هاتين الثنيتين يقبلهما» ثم انفضخ الشيخ يبكى، فقال له ابن زياد: أبكى اللَّه عينك، فو اللَّه لو لا أنك شيخ قد خرفت و ذهب عقلك لضربت عنقك، قال: فنهض فخرج، فلما خرج قال الناس: و اللَّه لقد قال زيد بن أرقم كلاما لو سمعه ابن زياد لقتله، قال: فقلت ما قال؟ قالوا: مر بنا و هو يقول: ملك عبد عبيدا* فاتخذهم تليدا* أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة، و أمرتم ابن مرجانة، فهو يقتل خياركم، و يستعبد شراركم، فبعدا لمن رضى بالذل. و قد روى من طريق أبى داود باسناده عن زيد بن أرقم بنحوه.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست