responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 159

أسير لا يدرى أ يصبح أم يمسى حتى يقتل، و هو يقول لك: ارجع بأهلك و لا يغرنك أهل الكوفة فإنهم أصحاب أبيك الّذي كان يتمنى فراقهم بالموت أو القتل، إن أهل الكوفة قد كذبوك و كذبوني و ليس لكاذب رأى، فقال ابن الأشعث: و اللَّه لأفعلن و لأعلمن ابن زياد أنى قد أمنتك. قال أبو مخنف:

فدعا محمد بن الأشعث إياس بن العباس الطائي من بنى مالك بن ثمامة- و كان شاعرا- فقال له: اذهب فالق حسينا فأبلغه هذا الكتاب- و كتب فيه الّذي أمره به ابن عقيل- ثم أعطاه راحلة و تكفل له بالقيام بأهله و داره، فخرج حتى لقي الحسين بزبالة، لا ربع ليال من الكوفة فأخبره الخبر و أبلغه الرسالة،

فقال الحسين: كل ما حم نازل، عند اللَّه نحتسب و أنفسنا و فساد أئمتنا.

و لما انتهى مسلم إلى باب القصر و أراد شرب الماء قال له مسلم بن عمرو الباهلي: أ تراها ما أبردها؟ و اللَّه لا تذوقها أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم. فقال له ابن عقيل: ويحك من أنت؟ قال: أنا من عرف الحق إذ أنكرته، و نصح لإمامه إذ غششته، و سمع و أطاع إذ عصيت، أنا مسلم بن عمرو الباهلي. فقال له مسلم: لأمك الويل! ما أجفاك و أفظّك، و أغلظك يا ابن ناهلة!! أنت و اللَّه أولى بالحميم و نار الجحيم‌] [1]

صفة مخرج الحسين إلى العراق و ما جرى له بعد ذلك‌

لما تواترت الكتب إلى الحسين من جهة أهل العراق و تكررت الرسل بينهم و بينه، و جاءه كتاب مسلم بن عقيل بالقدوم عليه بأهله، ثم وقع في غبون ذلك ما وقع من قتل مسلم بن عقيل، و الحسين لا يعلم بشي‌ء من ذلك، بل قد عزم على المسير إليهم و القدوم عليهم، فاتفق خروجه من مكة أيام التروية قبل مقتل مسلم بيوم واحد- فان مسلما قتل يوم عرفة- و لما استشعر الناس خروجه أشفقوا عليه من ذلك، و حذروه منه، و أشار عليه ذوو الرأى منهم و المحبة له بعدم الخروج إلى العراق، و أمروه بالمقام بمكة، و ذكروه ما جرى لأبيه و أخيه معهم.

قال سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس. قال: استشارني الحسين بن على في الخروج فقلت: لو لا أن يزرى بى و بك الناس لشبثت يدي في رأسك فلم أتركك تذهب، فكان الّذي ردّ عليّ أن قال: لأن أقتل في مكان كذا و كذا أحب إلى من أن أقتل بمكة. قال: فكان هذا الّذي سلّى نفسي عنه.

و روى أبو مخنف عن الحارث بن كعب الوالبي عن عقبة بن سمعان. أن حسينا لما أجمع المسير إلى الكوفة أتاه ابن عباس فقال: يا ابن عم إنه قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق، فبين لي ما أنت صانع؟

فقال: إني قد أجمعت المسير في أحد يومى هذين إن شاء اللَّه تعالى، فقال له ابن عباس: أخبرنى إن كان قد دعوك بعد ما قتلوا أميرهم و نفوا عدوهم و ضبطوا بلادهم فسر إليهم، و إن كان أميرهم حي و هو مقيم عليهم، قاهر لهم، و عماله تجبى بلادهم، فإنهم إنما دعوك للفتنة و القتال، و لا آمن عليك‌


[1] سقط من المصرية

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست