responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 154

أمير المؤمنين قد و لأني أمركم و ثغركم و فيئكم، و أمرنى بإنصاف مظلومكم و إعطاء محرومكم، و الإحسان إلى سامعكم و مطيعكم، و الشدة على مريبكم و عاصيكم، و إنما أنا ممتثل فيكم أمره و منفذ عهده، ثم نزل و أمر العرفاء أن يكتبوا من عندهم من الزورية و أهل الريب و الخلاف و الشقاق، و أيما عريف لم يطلعنا على ذلك صلب أو نفى و أسقطت عرافته من الديوان- و كان هانئ أحد الأمراء الكبار- و لم يسلم على عبيد اللَّه منذ قدم و تمارض، فذكره عبيد اللَّه و قال: ما بال هانئ لم يأتنى مع الأمراء؟

فقالوا: أيها الأمير إنه يشتكي، فقال: إنه بلغني أنه يجلس على باب داره. و زعم بعضهم أنه عاده قبل شريك بن الأعور و مسلم بن عقيل عنده، و قد هموا بقتله فلم يمكنهم هانئ لكونه في داره، فجاء الأمراء إلى هانئ بن عروة فلم يزالوا به حتى أدخلوه على عبيد اللَّه بن زياد، فالتفت عبيد اللَّه إلى القاضي شريح فقال متمثلا بقول الشاعر:

أريد حياته و يريد قتلى‌* * * عذيرك من خليلك من مراد

فلما سلم هانئ على عبيد اللَّه قال: يا هانئ أين مسلم بن عقيل؟ قال: لا أدرى، فقام ذلك المولى التميمي الّذي دخل دار هانئ في صورة قاصد من حمص فبايع في داره و دفع الدراهم بحضرة هانئ إلى مسلم، فقال: أ تعرف هذا؟ قال: نعم! فلما رآه هانئ قطع و أسقط في يده، فقال: أصلح اللَّه الأمير، و اللَّه ما دعوته إلى منزلي، و لكنّه جاء فطرح نفسه عليّ، فقال عبيد اللَّه: فأتنى به، فقال: و اللَّه لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه، فقال: أدنوه منى، فأدنوه فضربه بحربة على وجهه فشجه على حاجبه و كسر أنفه، و تناول هانئ سيف شرطي ليسله فدفع عن ذلك، و قال عبيد اللَّه:

قد أحل اللَّه لي دمك، لأنك حروري، ثم أمر به فحبسه في جانب الدار و جاء قومه من بنى مذحج مع عمرو بن الحجاج فوقفوا على باب القصر يظنون أنه قد قتل، فسمع عبيد اللَّه لهم جلبة، فقال شريح القاضي و هو عنده: أخرج إليهم فقل لهم: إن الأمير لم يحبسه إلا ليسأله عن مسلم بن عقيل، فقال لهم: إنّ صاحبكم حي و قد ضربه سلطاننا ضربا لم يبلغ نفسه، فانصرفوا و لا تحلوا بأنفسكم و لا بصاحبكم. فتفرقوا إلى منازلهم، و سمع مسلم بن عقيل الخبر فركب و نادى بشعاره «يا منصور أمت» و فاجتمع إليه أربعة آلاف من أهل الكوفة، و كان معه المختار بن أبى عبيد، و معه راية خضراء، عبد اللَّه بن نوفل بن الحارث براية حمراء، فرتبهم ميمنة و ميسرة و سار هو في القلب إلى عبيد اللَّه، و هو يخطب الناس في أمر هانئ و يحذرهم من الاختلاف، و أشراف الناس و أمراؤهم تحت منبره، فبينما هو كذلك إذ جاءت النظارة يقولون: جاء مسلم بن عقيل، فبادر عبيد اللَّه فدخل القصر و من معه و أغلقوا عليهم الباب، فلما انتهى مسلم إلى باب القصر وقف بجيشه هناك، فأشرف أمراء القبائل الذين عند عبيد اللَّه في القصر، فأشاروا إلى قومهم الذين مع مسلم بالانصراف، و تهددوهم و توعدوهم،

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 8  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست