نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 87
فرأى الجمل فقال: ما هذا، قالوا: يا رسول اللَّه هذا جمل جاء به جابر، قال: فأين جابر، فدعيت له، قال فقال: يا ابن أخى خذ برأس جملك فهو لك، قال: و دعا بلالا فقال: اذهب بجابر فأعطه أوقية، قال: فذهبت معه فأعطانى أوقية و زادني شيئا يسيرا، قال: فو اللَّه ما زال ينمى عندي و يرى مكانه من بيننا حتى أصيب أمس فيما أصيب لنا. يعنى يوم الحرة. و قد أخرجه صاحب الصحيح من حديث عبيد اللَّه بن عمر العمرى عن وهب بن كيسان عن جابر بنحوه.
قال السهيليّ:
في هذا الحديث اشارة الى ما كان أخبر به رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) جابر بن عبد اللَّه أن اللَّه أحياء والده و كلمه فقال له تمنّ عليّ. و ذلك أنه شهيد و قد قال اللَّه تعالى إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ و زادهم على ذلك في قوله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَ زِيادَةٌ ثم جمع لهم بين العوض و المعوض فرد عليهم أرواحهم التي اشتراها منهم فقال وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ و الروح للإنسان بمنزلة المطية كما قال ذلك عمر بن عبد العزيز.
قال: فلذلك اشترى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من جابر جمله و هو مطيته فأعطاه ثمنه ثم رده عليه و زاده مع ذلك. قال ففيه تحقيق لما كان أخبره به عن أبيه. و هذا الّذي سلكه السهيليّ هاهنا اشارة غريبة و تخيّل بديع و اللَّه سبحانه و تعالى أعلم. و قد ترجم الحافظ البيهقي في كتابه (دلائل النبوة) على هذا الحديث في هذه الغزوة فقال: باب ما كان ظهر في غزاته هذه من بركاته و آياته في جمل جابر بن عبد اللَّه رضى اللَّه عنه. و هذا الحديث له طرق عن جابر و ألفاظ كثيرة و فيه اختلاف كثير في كمية ثمن الجمل و كيفية ما اشترط في البيع. و تحرير ذلك و استقصاؤه لائق بكتاب البيع من الأحكام و اللَّه أعلم. و قد جاء تقييده بهذه الغزوة و جاء تقييده بغيرها كما سيأتي و مستبعد تعداد ذلك و اللَّه أعلم
غزوة بدر الآخرة
و هي بدر الموعد التي تواعدوا اليها من أحد كما تقدم. قال ابن إسحاق: و لما رجع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الى المدينة من غزوة ذات الرقاع أقام بها بقية جمادى الاولى و جمادى الآخرة و رجبا ثم خرج في شعبان الى بدر لميعاد أبى سفيان. قال ابن هشام: و استعمل على المدينة عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبى بن سلول. قال ابن إسحاق فنزل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بدرا و أقام عليه ثمانيا ينتظر أبا سفيان.
و خرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنة من ناحية الظهران. و بعض الناس يقول قد بلغ عسفان ثم بدا له في الرجوع فقال: يا معشر قريش انه لا يصلحكم إلا عام خصيب ترعون فيه الشجر و تشربون فيه اللبن، فان عامكم هذا عام جدب و انى راجع فارجعوا. فرجع الناس فسماهم أهل مكة
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 87