responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 84

قصة غورث بن الحارث‌

قال ابن إسحاق في هذه الغزوة: حدّثنى عمرو بن عبيد عن الحسن عن جابر بن عبد اللَّه‌ أن رجلا من بنى محارب يقال له غورث قال لقومه من غطفان و محارب: ألا أقتل لكم محمدا؟ قالوا بلى و كيف تقتله؟ قال: أفتك به. قال: فأقبل الى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو جالس، و سيف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في حجره. فقال يا محمد، انظر الى سيفك هذا؟ قال: نعم، فأخذه ثم جعل يهزه و يهم، فكبته اللَّه. ثم قال: يا محمد، أ ما تخافنى؟ قال: لا، ما أخاف منك؟ قال: أ ما تخافنى و في يدي السيف. قال: لا، يمنعني اللَّه منك. ثم عمد الى سيف النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فرده عليه فأنزل اللَّه عز و جل‌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‌.

قال ابن إسحاق: و حدّثنى يزيد بن رومان أنها انما أنزلت في عمرو بن جحاش أخى بنى النضير و ما همّ به. هكذا ذكر ابن إسحاق قصة غورث هذا عن عمرو بن عبيد القدري رأس الفرقة الضالة و هو و ان كان لا يتهم بتعمد الكذب في الحديث إلا أنه ممن لا ينبغي أن يروى عنه لبدعته و دعائه اليها، و هذا الحديث ثابت في الصحيحين من غير هذا الوجه و للَّه الحمد. فقد أورد الحافظ البيهقي هاهنا طرقا لهذا الحديث من عدة أماكن، و هي ثابتة

في الصحيحين من حديث الزهري عن سنان بن أبى سنان و أبى سلمة عن جابر أنه غزا مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) غزوة نجد فلما قفل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أدركته القائلة في واد كثير العضاة فتفرق الناس يستظلون بالشجر و كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) تحت ظل شجرة فعلق بها سيفه. قال جابر: فنمنا نومة فإذا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يدعونا فأجبناه و إذا عنده أعرابي جالس فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): ان هذا اخترط سيفي و أنا نائم فاستيقظت و هو في يده صلتا فقال من يمنعك منى؟ قلت: اللَّه. فقال من يمنعك منى؟ قلت اللَّه. فشام السيف و جلس و لم يعاقبه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و قد فعل ذلك،

و قد رواه مسلم أيضا عن أبى بكر بن أبى شيبة عن عفان عن أبان عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن جابر قال: أقبلنا مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حتى إذا كنا بذات الرقاع، و كنا إذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فجاءه رجل من المشركين و سيف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) معلق بشجرة، فأخذ سيف رسول اللَّه فاخترطه و قال لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) تخافنى؟ قال: لا. قال فمن يمنعك منى؟ قال: اللَّه يمنعني منك قال: فهدده أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فأغمد السيف و علقه.

قال: و نودي بالصلاة فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا و صلّى بالطائفة الأخرى ركعتين قال: فكانت لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أربع ركعات و للقوم ركعتان و قد علقه البخاري بصيغة الجزم عن أبان به. قال البخاري و قال مسدد

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست