نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 361
ذكر قدوم مالك بن عوف النصري على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)
قال ابن إسحاق: و قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لوفد هوازن و سألهم عن مالك بن عوف ما فعل؟ فقالوا هو بالطائف مع ثقيف فقال «أخبروه إنه إن أتانى مسلما رددت اليه أهله و ماله و أعطيته مائة من الإبل»
فلما بلغ ذلك مالكا انسل من ثقيف حتى أتى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو بالجعرانة- أو بمكة- فأسلم و حسن إسلامه، فرد عليه أهله و ماله و لما أعطاه مائة فقال مالك بن عوف رضى اللَّه عنه:
ما إن رأيت و لا سمعت بمثله* * * في الناس كلهم بمثل محمد
أو في و أعطى للجزيل إذا اجتدى* * * و متى تشأ يخبرك عمّا في غد
و إذا الكتيبة عردت أنيابها* * * بالسمهري و ضرب كل مهند
فكأنه ليث على أشباله* * * وسط الهباءة خادر في مرصد
قال و استعمله رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على من أسلم من قومه و تلك القبائل ثمالة و سلمة و فهم، فكان يقاتل بهم ثقيفا لا يخرج لهم سرج إلا أغار عليه حتى ضيق عليهم. و
قال البخاري ثنا موسى بن إسماعيل ثنا جرير بن حازم ثنا الحسن حدثني عمرو بن تغلب قال: أعطى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قوما و منع آخرين فكأنهم عتبوا عليه فقال «إني أعطى قوما أخاف هلعهم و جزعهم و أكل قوما إلى ما جعل اللَّه في قلوبهم من الخير و الغنى منهم عمرو بن تغلب» قال عمرو: فما أحب أن لي بكلمة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حمر النعم،
زاد أبو عاصم عن جرير سمعت الحسن ثنا عمرو بن تغلب أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أتى بمال- أو سبى- فقسمه بهذا. و
في رواية للبخاريّ قال أتى رسول اللَّه بمال- أو بشيء- فاعطى رجالا و ترك رجالا فبلغه أن الذين ترك عتبوا فحطبهم فحمد اللَّه و أثنى عليه ثم قال «أما بعد» فذكر مثله سواء.
تفرد به البخاري [1] و قد ذكر ابن هشام أن حسان بن ثابت رضى اللَّه عنه قال فيما كان من أمر الأنصار و تأخرهم عن الغنيمة:
[ذر الهموم فماء العين منحدر* * * سحا إذا حفلته عبرة درر]
وجدا بشماء إذ شماء [2] بهكنة* * * هيفاء لا ذنن فيها و لا خور
دع عنك شماء إذ كانت مودتها* * * نزرا و شر وصال الواصل النزر
و ائت الرسول و قل يا خير مؤتمن* * * للمؤمنين إذ ما عدد البشر
علام تدعى سليم و هي نازحة* * * قدام قوم هموا آووا وهم نصروا
سمّاهم اللَّه أنصارابنصرهم* * * دين الهدى و عوان الحرب تستعر
و سارعوا في سبيل اللَّه و اعترضوا* * * للنائبات و ما خانوا و ما ضجروا