نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 35
الا أخته، عرفته ببنانه. قال ابن هشام: و حدثني بعض أهل العلم ان عبد الرحمن بن عوف أصيب فوه يومئذ فهتم و جرح عشرين جراحة أو أكثر أصابه بعضها في رجله فعرج
فصل
قال ابن إسحاق: و كان أول من عرف رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بعد الهزيمة و قول الناس قتل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)- كما ذكر لي الزهري- كعب بن مالك قال: رأيت عينيه تزهران من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم). فأشار رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أن أنصت. قال ابن إسحاق فلما عرف المسلمون رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) نهضوا به و نهض معهم نحو الشعب معه أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب و على بن أبى طالب و طلحة بن عبيد اللَّه و الزبير بن العوام و الحارث بن الصمة و رهط من المسلمين فلما أسند رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في الشعب أدركه أبىّ بن خلف (فذكر قتله (عليه السلام) أبيا كما تقدم)
قال ابن إسحاق: و كان ابىّ بن خلف كما حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف يلقى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بمكة فيقول: يا محمد ان عندي العود- فرسا- أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه. فيقول رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): بل أنا أقتلك ان شاء اللَّه.
فلما رجع الى قريش و قد خدشه في عنقه خدشا غير كبير فاحتقن الدم فقال: قتلني و اللَّه محمد. فقالوا له ذهب و اللَّه فؤادك، و اللَّه ان بك بأس. قال انه قد كان قال لي بمكة: أنا أقتلك. فو اللَّه لو بصق عليّ لقتلني. فمات عدو اللَّه بسرف و هم قافلون به الى مكة. قال ابن إسحاق فقال حسان بن ثابت في ذلك:
لقد ورث الضلالة عن أبيه* * * أبىّ يوم بارزه الرسول
أتيت اليه تحمل رم عظم* * * و توعده و أنت به جهول
و قد قتلت بنو النجار منكم* * * أمية إذ يغوّث يا عقيل
و تبّ ابنا ربيعة إذ أطاعا* * * أبا جهل لأمهما الهبول
و أفلت حارث لما شغلنا* * * بأسر القوم أسرته فليل
و قال حسان بن ثابت أيضا:
ألا من مبلغ عنى أبيا* * * فقد ألقيت في سحق السعير
منى بالضلالة من بعيد* * * و تقسم ان قدرت مع النذور
تمنيك الأماني من بعيد* * * و قول الكفر يرجع في غرور
فقد لاقتك طعنة ذي حفاظ* * * كريم البيت ليس بذي فجور
له فضل على الأحياء طرا* * * إذا نابت ملمات الأمور
قال ابن إسحاق: فلما انتهى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الى فم الشعب خرج على بن أبى طالب حتى ملأ درقته ماء من المهراس فجاء بها الى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ليشرب منه فوجد له ريحا فعافه و لم يشرب منه و غسل
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 35