نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 336
و أقسم لو هموا مكثوا لسرنا* * * اليهم بالجنود و لم يغوروا
فكنا أسدلية ثم حتى* * * أبحناها و أسلمت النصور
و يوم كان قبل لدى حنين* * * فأقلع و الدماء به تمور
من الأيام لم تسمع كيوم* * * و لم يسمع به قوم ذكور
قتلنا في الغبار بنى حطيط* * * على راياتها و الخيل زور
و لم يك ذو الخمار رئيس قوم* * * لهم عقل يعاقب أو نكير
أقام بهم على سنن المنايا* * * و قد بانت لمبصرها الأمور
فأفلت من نجا منهم حريضا* * * و قتّل منهم بشر كثير
و لا يغنى الأمور أخو التواني* * * و لا الغلق الصريرة الحصور
أحانهم و حان و ملكوه* * * أمورهم و أفلتت الصقور
بنو عوف تميح بهم جياد* * * أهين لها الفصافص و الشعير
فلو لا قارب و بنو أبيه* * * تقسمت المزارع و القصور
و لكنّ الرئاسة عمموها* * * على يمن أشار به المشير
أطاعوا قاربا و لهم جدود* * * و أحلام إلى عز تصير
فان بهدوا الى الإسلام يلفوا* * * أنوف الناس ما سمر السمير
فان لم يسلموا فهموا أذان* * * بحرب اللَّه ليس لهم نصير
كما حكمت بنى سعد و جرت* * * برهط بنى غزية عنقفير
كأن بنى معاوية بن بكر* * * الى الإسلام ضائنة تخور
فقلنا أسلموا إنا أخوكم* * * و قد برأت من الإحن الصدور
كأن القوم إذ جاءوا إلينا* * * من البغضاء بعد السلم عور
فصل
و لما انهزمت هوازن وقف ملكهم مالك بن عوف النصري على ثنية مع طائفة من أصحابه فقال: قفوا حتى تجوز ضعفاؤكم و تلحق أخراكم. قال ابن إسحاق: فبلغني أن خيلا طلعت و مالك و أصحابه على الثنية فقال لأصحابه ما ذا ترون؟ قالوا نرى قوما واضعي رماحهم بين آذان خيلهم طويلة بوادهم، فقال هؤلاء بنو سليم و لا بأس عليكم منهم، فلما أقبلوا سلكوا بطن الوادي، ثم طلعت خيل أخرى تتبعها فقال لأصحابه ما ذا ترون؟ قالوا نرى قوما عارضى رماحهم إغفالا على خيلهم، فقال هؤلاء الأوس و الخزرج و لا بأس عليكم منهم، فلما انتهوا إلى أصل الثنية سلكوا
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 4 صفحه : 336