responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 253

قلت: ورثت أسماء بنت عميس زوجها بقصيدة تقول فيها:

فآليت لا تنفك نفسي حزينة* * * عليك و لا ينفك جلدي أغبرا

فللّه عينا من رأى مثله فتى‌* * * أكرّ و أحمى في الهياج و أصبرا

ثم لم تنشب أن انقضت عدتها فخطبها أبو بكر الصديق رضى اللَّه عنه فتزوجها فأولم و جاء الناس للوليمة فكان فيهم على بن أبى طالب،

فلما ذهب الناس استأذن على أبا بكر رضى اللَّه عنهما في أن يكلم أسماء من وراء الستر فأذن له، فلما اقترب من الستر نفحة ريح طيبها فقال لها على:- على وجه البسط- من القائلة في شعرها:

فآليت لا تنفك نفسي حزينة* * * عليك و لا ينفك جلدي أغبرا؟

قالت دعنا منك يا أبا الحسن فإنك امرؤ فيك دعابة،

فولدت للصديق محمد بن أبى بكر، ولدته بالشجرة بين مكة و المدينة و رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ذاهب الى حجة الوداع، فأمرها أن تغتسل و تهل و سيأتي في موضعه، ثم لما توفى الصديق تزوجها بعده على بن أبى طالب و ولدت له أولادا رضى اللَّه عنه و عنها و عنهم أجمعين.

فصل‌

قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال: فلما دنوا من المدينة تلقاهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و المسلمون، قال و لقيهم الصبيان يشتدون و رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مقبل مع القوم على دابة، فقال «خذوا الصبيان فاحملوهم و اعطونى ابن جعفر» فأتى بعبد اللَّه بن جعفر فحمله بين يديه، قال و جعل الناس يحثون على الجيش التراب و يقولون يا فرار فررتم في سبيل اللَّه! قال فيقول رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «ليسوا بالفرار و لكنهم الكرار إن شاء اللَّه»

و هذا مرسل. و قد

قال الامام أحمد ثنا أبو معاوية ثنا عاصم عن مؤرق العجليّ عن عبد اللَّه بن جعفر قال‌ كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إذا قدم من سفر تلقى الصبيان من أهل بيته، و أنه قدم من سفر فسبق بى اليه، قال فحملني بين يديه ثم قال «جي‌ء بأحد بنى فاطمة» إما حسن و إما حسين، فاردفه خلفه فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة. و قد رواه مسلم و أبو داود و النسائي و ابن ماجة من حديث عاصم الأحول عن مؤرق به.

و قال الامام أحمد ثنا روح حدثنا ابن جريج ثنا خالد بن سارة أن أباه أخبره أن عبد اللَّه بن جعفر قال: لو رأيتني و قثما و عبيد اللَّه ابني العباس و نحن صبيان نلعب إذ مر النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على دابة فقال «ارفعوا هذا الى» فحملني أمامه و قال لقثم «ارفعوا هذا الى» فجعله وراءه، و كان عبيد اللَّه أحب الى عباس من قثم فما استحى من عمه أن حمل قثما و تركه قال، ثم مسح على رأسه ثلاثا و قال كلما مسح «اللَّهمّ اخلف جعفرا في ولده» قال‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست