responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 180

أيديهم و أرجلهم و ألقاهم في الحرة يستسقون فلا يسقون حتى ماتوا و لم يحمهم و في رواية عن أنس قال فلقد رأيت أحدهم يكدم الأرض بفيه من العطش. قال أبو قلابة فهؤلاء قتلوا و سرقوا و كفروا بعد ايمانهم و حاربوا اللَّه و رسوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم). و قد

روى البيهقي من طريق عثمان بن أبى شيبة عن عبد الرحمن بن سليمان عن محمد بن عبيد اللَّه عن أبى الزبير عن جابر أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لما بعث في آثارهم قال «اللَّهمّ عمّ عليهم الطريق، و اجعلها عليهم أضيق من مسك جمل‌

قال فعمّى اللَّه عليهم السبيل فأدركوا فأنى بهم فقطع أيديهم و أرجلهم و سمل أعينهم. و في صحيح مسلم انما سملهم لانهم سملوا أعين الرعاء

فصل فيما وقع من الحوادث في هذه السنة

أعنى سنة ست من الهجرة فيها نزل فرض الحج كما قرره الشافعيّ (رحمه اللَّه) زمن الحديبيّة في قوله تعالى‌ وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ‌ و لهذا ذهب الى أن الحج على التراخي لا على الفور، لأنه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لم يحج إلا في سنة عشر. و خالفه الثلاثة مالك و أبو حنيفة و أحمد فعندهم أن الحج يجب على كل من استطاعة على الفور، و منعوا أن يكون الوجوب مستفادا من قوله تعالى‌ وَ أَتِمُّوا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ لِلَّهِ‌ و إنما في هذه الآية الأمر بالإتمام بعد الشروع فقط، و استدلوا بأدلة قد أوردنا كثيرا منها عند تفسير هذه الآية من كتابنا التفسير و للَّه الحمد و المنة بما فيه كفاية و في هذه السنة حرّمت المسلمات على المشركين تخصيصا لعموم ما وقع به الصلح عام الحديبيّة على أنه لا يأتيك منا أحد و إن كان على دينك إلا رددته علينا، فنزل قوله تعالى‌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ، فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَ لا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَ‌ الآية و في هذه السنة كانت غزوة المريسيع التي كان فيها قصة الافك و نزول براءة أم المؤمنين عائشة رضى اللَّه عنها كما تقدم و فيها كانت عمرة الحديبيّة و ما كان من صدّ المشركين رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و كيف وقع الصلح بينهم على وضع الحرب بينهم عشر سنين، فأمن الناس فيهنّ بعضهم بعضا، و على أنه لا إغلال و لا إسلال. و قد تقدم كل ذلك مبسوطا في أماكنه و للَّه الحمد و المنة. و ولى الحج في هذه السنة المشركون قال الواقدي و فيها في ذي الحجة منها بعث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ستة نفر مصطحبين حاطب بن أبى بلتعة الى المقوقس صاحب الاسكندرية و شجاع بن وهب بن أسد بن جذيمة شهد بدرا الى الحارث بن أبى شمر الغساني يعنى ملك عرب الناصري، و رضية بن خليفة الكلبي الى قيصر و هو هرقل ملك الروم، و عبد اللَّه بن حذافة السهمي الى كسرى ملك الفرس، و سليط بن عمرو العامري الى هوذة ابن على الحنفي، و عمير بن أمية الضمريّ الى النجاشي ملك النصارى بالحبشة و هو أصحمه ابن الحرّ

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست