responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 89

و اللَّه لو وجدته لخصمته، فسلوا محمدا أكل من نعبد من دون اللَّه حصب جهنم مع من عبده؟ فنحن نعبد الملائكة و اليهود تعبد عزيزا و النصارى تعبد عيسى. فعجب الوليد و من كان معه في المجلس من قول ابن الزبعري و رأوا أنه قد احتج و خاصم [1] فذكر ذلك لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم).

فقال: «كل من أحب أن يعبد من دون اللَّه فهو مع من عبده في النار، انهم إنما يعبدون الشياطين و من أمرتهم بعبادته»

فانزل اللَّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى‌ أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ‌ أي عيسى و عزير و من عبد من الأحبار و الرهبان الذين مضوا على طاعة اللَّه تعالى. و نزل فيما يذكرون أنهم يعبدون الملائكة و أنها بنات اللَّه‌ وَ قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ‌ و الآيات بعدها. و نزل في إعجاب المشركين بقول بن الزبعري‌ وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ‌ و هذا الجدل الّذي سلكوه باطل و هم يعلمون ذلك لأنهم قوم عرب و من لغتهم أن ما لما لا يعقل، فقوله: إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ‌ إنما أريد بذلك ما كانوا يعبدونه من الأحجار التي كانت صور أصنام، و لا يتناول ذلك الملائكة الذين زعموا أنهم يعبدونهم في هذه الصور، و لا المسيح، و لا عزيرا، و لا أحدا من الصالحين لأن اللفظ لا يتناولهم لا لفظا و لا معنى. فهم يعلمون أن ما ضربوه بعيسى بن مريم من المثل جدل باطل كما قال اللَّه تعالى‌ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ‌ ثم قال‌ إِنْ هُوَ أي عيسى‌ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ‌ أي بنبوتنا وَ جَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ‌ أي دليلا على تمام قدرتنا على ما نشاء حيث خلقناه من أنثى بلا ذكر، و قد خلقنا حواء من ذكر بلا أنثى، و خلقنا آدم لا من هذا و لا من هذا، و خلقنا سائر بنى آدم من ذكر و أنثى كما قال في الآية الأخرى‌ وَ لِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ‌ أي أمارة و دليلا على قدرتنا الباهرة وَ رَحْمَةً مِنَّا نرحم بها من نشاء.

و ذكر ابن إسحاق: الأخنس بن شريق و نزول قوله تعالى فيه‌ وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ‌ الآيات، و ذكر الوليد بن المغيرة حيث. قال: أ ينزل على محمد و أترك و أنا كبير قريش و سيدها، و يترك أبو مسعود عمرو بن عمرو [2] الثقفي سيد ثقيف فنحن عظيما القريتين. و نزل قوله فيه‌ وَ قالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى‌ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ‌ و التي بعدها، و ذكر أبى بن خلف حين قال لعقبة بن أبى معيط: أ لم يبلغني أنك جالست محمدا و سمعت منه وجهي من وجهك حرام إلا أن تتفل في وجهه ففعل ذلك عدو اللَّه عقبة لعنه اللَّه، فانزل اللَّه‌ وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى‌ يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي‌


[1] كذا في الأصلين و في ابن هشام و لعل الصواب (و خصم).

[2] كذا في ح. و في المصرية: عمرو بن عمر. و في ابن هشام: عمر بن عمير.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست