responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 86

الأسود عن عروة بن الزبير- يعنى كسياق موسى بن عقبة (رحمه اللَّه)- و قد تقدم عن موسى بن عقبة أنه قال: إنما كانت هجرة الحبشة بعد دخولهم إلى الشعب عن أمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لهم في ذلك فاللَّه أعلم.

قلت: و الأشبه أن أبا طالب إنما قال قصيدته اللامية التي قدمنا ذكرها بعد دخولهم الشعب أيضا فذكرها هاهنا أنسب و اللَّه أعلم. ثم روى البيهقي من طريق يونس عن محمد بن إسحاق. قال:

لما مضى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على الّذي بعث به و قامت بنو هاشم و بنو المطلب دونه، و أبوا أن يسلموه و هم من خلافه على مثل ما قومهم عليه إلا أنهم اتقوا أن يستذلوا و يسلموا أخاهم لما قارفه من قومه.

فلما فعلت ذلك بنو هاشم و بنو المطلب و عرفت قريش أن لا سبيل إلى محمد، اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم على بنى هاشم و بنى عبد المطلب أن لا يناكحوهم و لا ينكحوا اليهم و بايعوهم و لا يبتاعوا منهم و كتبوا صحيفة في ذلك و علقوها بالكعبة، ثم عدوا على من أسلم فأوثقوهم و آذوهم و اشتد عليهم البلاء و عظمت الفتنة و زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً ثم ذكر القصة بطولها في دخولهم شعب أبى طالب و ما بلغوا فيه من فتنة الجهد الشديد حتى كان يسمع أصوات صبياتهم يتضاغون من وراء الشعب من الجوع حتى كره عامة قريش ما أصابهم و أظهروا كراهيتهم لصحيفتهم الظالمة، و ذكروا أن اللَّه برحمته أرسل على صحيفة قريش الارضة فلم تدع فيها اسما هو للَّه إلا أكلته و بقي فيها الظلم و القطيعة و البهتان فأخبر اللَّه تعالى بذلك رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فأخبر بذلك عمه أبو طالب، ثم ذكر بقية القصة كرواية موسى بن عقبة و أتم.

و قال ابن هشام عن زياد عن محمد بن إسحاق: فلما رأت قريش أن أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قد نزلوا بلدا أصابوا منه أمنا و قرارا، و أن النجاشي قد منع من لجأ اليه منهم، و أن عمر قد أسلم فكان هو و حمزة مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أصحابه، و جعل الإسلام يفشو في القبائل فاجتمعوا و ائتمروا على أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بنى هاشم و بنى عبد المطلب على أن لا ينكحوا اليهم و لا ينكحوهم و لا يبيعوهم شيئا و لا يبتاعوا منهم فلما اجتمعوا لذلك كتبوا في صحيفة ثم تعاهدوا و تواثقوا على ذلك ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم، و كان كاتب الصحيفة منصور ابن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي. قال ابن هشام: و يقال النضر ابن الحارث، فدعا عليه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فشل بعض أصابعه. و قال الواقدي: كان الّذي كتب الصحيفة طلحة بن أبى طلحة العبدوي.

قلت: و المشهور أنه منصور بن عكرمة كما ذكره ابن إسحاق، و هو الّذي شلت يده فما كان ينتفع بها و كانت قريش تقول بينها: انظروا إلى منصور بن عكرمة. قال الواقدي: و كانت الصحيفة

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست