قياما معا مستقبلين رتاجه* * * لدى حيث يقضى حلفه كل نافل
و حيث ينيخ الأشعرون ركابهم* * * بمفضى السيول من إساف و نائل
موسمة الاعضاد أو قصراتها* * * مخيمة بين السديس و بازل
ترى الودع فيها و الرخام و زينة* * * بأعناقها معقودة كالعثاكل [1]
أعوذ برب الناس من كل طاعن* * * علينا بسوء أو ملحبباطل
و من كاشح يسعى لنا بمعيبة* * * و من ملحق في الدين ما لم نحاول
و ثور و من أرسى ثبيرا مكانه* * * وراق ليرقى في حراء و نازل
و بالبيت حق البيت من بطن مكة* * * و باللَّه إن اللَّه ليس بغافل
و بالحجر المسود إذ يمسحونه* * * إذا اكتنفوه بالضحى و الاصائل
و موطئ إبراهيم في الصخر رطبة* * * على قدميه حافيا غير ناعل
و أشواط بين المروتين إلى الصفا* * * و ما فيهما من صورة و تماثل
و من حج بيت اللَّه من كل راكب* * * و من كل ذي نذر و من كل راجل
و بالمشعر الأقصى إذا عمدوا له* * * إلال إلى مفضى الشراج القوابل
و توقافهم فوق الجبال عشية* * * يقيمون بالأيدي صدور الرواحل
و ليلة جمع و المنازل من منى* * * و هل فوقها من حرمة و منازل
و جمع إذا ما المقربات أجزنه* * * سراعا كما يخرجن من وقع وابل
و بالجمرة الكبرى إذا صمدوا لها* * * يؤمون قذفا رأسها بالجنادل
و كندة إذ هم بالحصاب عشية* * * تجيز بهم حجاج بكر بن وائل
حليفان شدا عقد ما احتلفا له* * * وردا عليه عاطفات الوسائل
و حطمهم سمر الرماح و سرحه* * * و شبرقه و خد النعام الجوافل
فهل بعد هذا من معاذ لعائذ* * * و هل من معيذ يتقى اللَّه عادل
يطاع بنا أمر العداوة أننا* * * يسد بنا أبواب ترك و كابل
كذبتم و بيت اللَّه نترك مكة* * * و نظعن الا أمركم في بلابل
كذبتم و بيت اللَّه نبذى محمدا* * * و لمّا نطاعن دونه و نناضل
و نسلمه حتى نصرع حوله* * * و نذهل عن أبنائنا و الحلائل
و ينهض قوم بالحديد إليكم* * * نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل
[1] في الأصل: الفناكل. و صححناه من سيرة ابن هشام و العثكول: العذق.