responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 50

يعمهون، و لظلوا في غيهم و ضلالهم يتردون. قال اللَّه تعالى: وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَ ما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ، وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ نَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ، وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ كَلَّمَهُمُ الْمَوْتى‌ وَ حَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْ‌ءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ‌.

و قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَ لَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ‌. و قال تعالى: وَ ما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَ آتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَ ما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً. و قال تعالى‌ وَ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَ عِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً، أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ قَبِيلًا، أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى‌ فِي السَّماءِ وَ لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا و قد تكلمنا على هذه الآيات و ما يشابهها في أماكنها في التفسير و للَّه الحمد. و قد

روى يونس و زياد عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم- و هو شيخ من أهل مصر يقال له محمد بن أبى محمد- عن سعيد بن جبير و عكرمة عن ابن عباس. قال: اجتمع علية من أشراف قريش- و عدّد أسماءهم- بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة، فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلموه، و خاصموه حتى تعذروا فيه، فبعثوا اليه إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك، فجاءهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) سريعا و هو يظن أنه قد بدا لهم في أمره بدء، و كان حريصا يحب رشدهم و يعز عليه عنتهم، حتى جلس اليهم. فقالوا: يا محمد إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك، و إنا و اللَّه لا نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء، و عبت الدين، و سفهت الأحلام، و شتمت الآلهة و فرقت الجماعة، و ما بقي من قبيح إلا و قد جئته فيما بيننا و بينك. فان كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، و إن كنت إنما تطلب الشرف فينا سودناك علينا، و إن كنت تريد ملكا ملكناك علينا، و إن كان هذا الّذي يأتيك بما يأتيك رئيا تراه قد غلب عليك- و كان يسمون التابع من الجن الرئى- فربما كان ذلك، بذلنا أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه أو نعذر فيك؟ فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «ما بى ما تقولون، ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم، و لا الشرف فيكم، و لا الملك عليكم، و لكن اللَّه بعثني إليكم رسولا، و انزل على كتابا، و أمرنى أن أكون لكم بشيرا و نذيرا، فبلغتكم رسالة ربى و نصحت لكم، فان تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم من الدنيا و الآخرة، و إن تردوه على أصبر لأمر اللَّه حتى يحكم اللَّه بيني و بينكم»- أو كما قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)- فقالوا يا محمد فان كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست