responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 330

فصل في قدوم زينب بنت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مهاجرة من مكة إلى المدينة بعد وقعة بدر بشهر بمقتضى ما كان شرط زوجها أبو العاص للنّبيّ (صلّى اللَّه عليه و سلّم) كما تقدم‌

قال ابن إسحاق: و لما رجع أبو العاص إلى مكة و قد خلى سبيله- يعنى كما تقدم- بعث رسول (صلّى اللَّه عليه و سلّم) زيد بن حارثة و رجلا من الأنصار مكانه فقال كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحباها فتأتيانى بها، فخرجا مكانهما و ذلك بعد بدر بشهر- أو شيعه [1]- فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها فخرجت تجهز: قال ابن إسحاق فحدثني عبد اللَّه بن أبى بكر قال حدثت عن زينب أنها قالت بينا أنا أتجهز لقيتني هند بنت عتبة فقالت يا ابنة محمد أ لم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك قالت فقلت ما أردت ذلك، فقالت أي ابنة عم لا تفعلي إن كان لك حاجة بمتاع مما يرفق بك في سفرك أو بمال تتبلغين به إلى أبيك فان عندي حاجتك فلا تضطني منى فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال، قالت و اللَّه ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل، قالت و لكنى خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك. قال ابن إسحاق فتجهزت فلما فرغت من جهازها قدّم اليها أخو زوجها كنانة بن الربيع بعيرا فركبته و أخذ قوسه و كنانته ثم خرج بها نهارا يقود بها و هي في هودج لها و تحدث بذلك رجال من قريش فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طوى و كان أول من سبق اليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى الفهري فروعها هبار بالرمح و هي في الهودج و كانت حاملا فيما يزعمون فطرحت و برك حموها كنانة و نثر كنانته ثم قال و اللَّه لا يدنو منى رجل إلا وضعت فيه سهما فتكركر الناس عنه و أتى أبو سفيان في جلة من قريش فقال يا أيها الرجل كف عنا نبلك حتى نكلمك، فكف فاقبل أبو سفيان حتى وقف عليه فقال إنك لم تصب خرجت بالمرأة على رءوس الناس علانية و قد عرفت مصيبتنا و نكبتنا و ما دخل علينا من محمد فيظن الناس إذ خرجت بابنته اليه علانية على رءوس الناس من بين أظهرنا إن ذلك عن ذلك أصابنا و إن ذلك ضعف منا و وهن و لعمري ما لنا بحبسها من أبيها من حاجة و ما لنا من ثورة. و لكن ارجع بالمرأة حتى إذا هدأت الأصوات و تحدث الناس أن قد رددناها فسلها سرا و ألحقها بأبيها، قال ففعل. و قد ذكر ابن إسحاق أن أولئك النفر الذين ردوا زينب لما رجعوا إلى مكة قالت هند تذمهم على ذلك:

أ في السلم أعيار جفاء و غلظة* * * و في الحرب أشباه النساء العوارك‌

و قد قيل إنها قالت ذلك للذين رجعوا من بدر بعد ما قتل منهم الذين قتلوا. قال ابن إسحاق:

فأقامت ليال حتى إذا هدأت الأصوات خرج بها ليلا حتى أسلمها إلى زيد بن حارثة و صاحبه فقدما بها ليلا على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم). و قد

روى البيهقي في الدلائل من طريق عمر بن عبد اللَّه بن عروة


[1] قوله أو شيعه أي أو نحوا من شهر حكاه في النهاية تفسيرا لهذا الخبر.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 330
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست