responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 307

و رجل من الأنصار يأسرنى فقال شد يديك به فان أمه ذات متاع لعلها تفديه منك، قال أبو عزيز فكنت في رهط من الأنصار حين أقبلوا بى من بدر فكانوا إذا قدموا غداءهم و عشاءهم خصوني بالخبز و أكلوا التمر لوصية رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إياهم بنا، ما تقع في يد رجل منهم كسرة خبز إلا نفحنى بها فأستحى فاردها فيردها عليّ ما يمسها. قال ابن هشام: و كان أبو عزيز هذا صاحب لواء المشركين ببدر بعد النضر بن الحارث، و لما قال أخوه مصعب لأبي اليسر- و هو الّذي أسره- ما قال قال له أبو عزيز: يا أخى هذه وصاتك بى؟ فقال له مصعب إنه أخى دونك فسألت أمه عن أغلى ما فدى به قرشي فقيل لها أربعة آلاف درهم، فبعثت بأربعة آلاف درهم ففدته بها. قلت: و أبو عزيز هذا اسمه زرارة فيما قاله ابن الأثير في غابة الصحابة، وعده خليفة بن خياط في أسماء الصحابة. و كان أخا مصعب بن عمير لأبيه، و كان لهما أخ آخر لأبويهما و هو أبو الروم بن عمير و قد غلط من جعله قتل يوم أحد كافرا ذاك أبو عزة كما سيأتي في موضعه و اللَّه أعلم.

قال ابن إسحاق حدثني عبد اللَّه بن أبى بكر أن يحيى بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة. قال: قدم بالأسارى حين قدم بهم و سودة بنت زمعة زوج النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) عند آل عفراء في مناحتهم على عوف و معوذ ابني عفراء، قال و ذلك قبل أن يضرب عليهنّ الحجاب، قال تقول سودة و اللَّه إني لعندهم إذ أتينا فقيل هؤلاء الأسارى قد أتى بهم، قالت فرجعت إلى بيتي و رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فيه و إذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه بحبل قالت فلا و اللَّه ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت: أي أبا يزيد أعطيتم بأيديكم، ألا متم كراما؟ فو اللَّه ما أنبهنى إلا قول رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من البيت «يا سودة أعلى اللَّه و على رسوله تحرضين» قال قلت يا رسول اللَّه و الّذي بعثك بالحق ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت.

ثم كان من قصة الأسارى بالمدينة ما سيأتي بيانه و تفصيله فيما بعد من كيفية فدائهم و كميته إن شاء اللَّه.

ذكر فرح النجاشي بوقعة بدر رضى اللَّه عنه‌

قال الحافظ البيهقي: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد اللَّه الحرفى ببغداد حدثنا احمد بن سلمان النجاد حدثنا عبد اللَّه بن أبى الدنيا حدثني حمزة بن العباس ثنا عبدان بن عثمان ثنا عبد اللَّه ابن المبارك أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد عن جابر عن عبد الرحمن- رجل من أهل صنعاء- قال أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر بن أبى طالب و أصحابه فدخلوا عليه و هو في بيت عليه خلقان ثياب جالس على التراب، قال جعفر فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال، فلما أن رأى ما في وجوهنا قال إني أبشركم بما يسركم. إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي فأخبرني أن اللَّه قد نصر نبيه‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست