responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 306

الشعبي قال: لما أمر النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بقتل عقبة قال: أ تقتلني يا محمد من بين قريش؟. قال: «نعم! أ تدرون ما صنع هذا بى؟ جاء و أنا ساجد خلف المقام فوضع رجله على عنقي و غمزها فما رفعها حتى ظننت أن عينىّ ستندران، و جاء مرة أخرى بسلا شاة فألقاه على رأسي و أنا ساجد فجاءت فاطمة فغسلته عن رأسي»

قال ابن هشام و يقال بل قتل عقبة على بن أبى طالب فيما ذكره الزهري و غيره من أهل العلم.

قلت: كان هذان الرجلان من شر عباد اللَّه و أكثرهم كفرا و عنادا و بغيا و حسدا و هجاء للإسلام و أهله لعنهما اللَّه و قد فعل. قال ابن هشام: فقالت قتيلة بنت الحارث أخت النضر بن الحارث في مقتل أخيها:

يا راكبا انّ الأثيل مظنّة* * * من صبح خامسة و أنت موفق‌

أبلغ بها ميتا بأنّ تحية* * * ما إن تزال بها النجائب تخفق‌

منى إليك و عبرة مسفوحة* * * جادت بوابلها و أخرى تخنق‌

هل يسمعنّ النضر إن ناديته‌* * * أم كيف يسمع ميت لا ينطق‌

أ محمد يا خير ضن‌ء كريمة* * * من قومها و الفحل فحل معرق‌

ما كان ضرك لو مننت و ربما* * * منّ الفتى و هو المغيظ المحنق‌

أو كنت قابل فدية فلينفقن‌* * * باعز ما يغلو به ما ينفق‌

و النضر أقرب من أسرت قرابة* * * و أحقهم ان كان عتق يعتق‌

ظلت سيوف بنى أبيه تنوشه‌* * * للَّه أرحام هنالك تشقق‌

صبرا يقاد الى المنية متعبا* * * رسف المقيد و هو عان موثق‌

قال ابن هشام: و يقال و اللَّه أعلم أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لما بلغه هذا الشعر قال «لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه».

قال ابن إسحاق: و قد تلقى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بهذا الموضع أبو هند مولى فروة بن عمرو البياضي حجامه (عليه السلام) و معه زق خمر [1] مملوء حيسا- و هو التمر و السويق بالسمن- هدية لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقبله منه و وصى به الأنصار. قال ابن إسحاق ثم مضى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حتى قدم المدينة قبل الأسارى بيوم.

قال ابن إسحاق: و حدثني نبيه بن وهب أخو بنى عبد الدار أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حين أقبل بالأسارى فرقهم بين أصحابه و قال «استوصوا بهم خيرا»

قال و كان أبو عزيز بن عمير بن هاشم أخو مصعب بن عمير لأبيه و أمه في الأسارى، قال أبو عزيز: مر بي أخى مصعب بن عمير


[1] كذا في الأصلين، و في ابن هشام: و لقي رسول اللَّه إلخ بحميت مملوء حيسا. و الحميت الزق.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست