responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 299

القول بما ثبت‌

في الصحيحين عن جابر بن عبد اللَّه قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، و جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا، و حلت لي الغنائم و لم تحل لأحد قبلي، و أعطيت الشفاعة، و كان النبي يبعث الى قومه و بعثت الى الناس عامة»

و روى الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ «لم تحل الغنائم لسود الرءوس غيرنا»

و لهذا قال تعالى‌ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً فاذن اللَّه تعالى في أكل الغنائم و فداء الأسارى و قد قال أبو داود حدثنا عبد الرحمن بن المبارك العبسيّ ثنا سفيان بن حبيب ثنا شعبة عن أبى العنبس عن أبى الشعثاء عن ابن عباس أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) جعل فداء أهل الجاهلية يوم بدر أربعمائة، و هذا كان أقل ما فودى به أحد منهم من المال، و أكثر ما فودى به الرجل منهم أربعة آلاف درهم. و قد وعد اللَّه من آمن منهم بالخلف عما أخذ منه في الدنيا و الآخرة فقال تعالى‌ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى‌ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ‌ الآية. و قال الوالبي عن ابن عباس نزلت في العباس ففادى نفسه بالأربعين أوقية من ذهب قال العباس، فآتاني اللَّه أربعين عبدا- يعنى كلهم يتجر له- قال و أنا أرجو المغفرة التي وعدنا اللَّه جل ثناؤه. و

قال ابن إسحاق: حدثني العباس بن عبد اللَّه بن مغفل [1] عن بعض أهله عن ابن عباس قال‌ لما أمسى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يوم بدر و الأسارى محبوسون بالوثاق، بات النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ساهرا أول الليل، فقال له أصحابه مالك لا تنام يا رسول اللَّه؟ فقال «سمعت أنين عمى العباس في وثاقه» فاطلقوه فسكت فنام رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم).

قال ابن إسحاق: و كان رجلا موسرا ففادى نفسه بمائة أوقية من ذهب. قلت: و هذه المائة كانت عن نفسه و عن ابني أخويه عقيل و نوفل، و عن حليفه عتبة بن عمرو أحد بنى الحارث بن فهر كما أمره بذلك رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حين ادعى أنه كان قد أسلم‌

فقال له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ «أما ظاهرك فكان علينا و اللَّه أعلم بإسلامك و سيجزيك» فادعى أنه لا مال عنده قال «فأين المال الّذي دفنته أنت و أم الفضل و قلت لها إن أصبت في سفري فهذا لبنىّ الفضل و عبد اللَّه و قثم؟» فقال و اللَّه إني لأعلم أنك رسول اللَّه إن هذا شي‌ء ما علمه إلا أنا و أم الفضل‌ رواه ابن إسحاق عن ابن أبى نجيح عن عطاء عن ابن عباس.

و ثبت‌

في صحيح البخاري من طريق موسى بن عقبة قال الزهري حدثني أنس بن مالك قال‌ إن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قالوا ايذن لنا فلنترك لابن أختنا العباس فداءه. فقال «لا و اللَّه لا تذرون منه درهما»

قال البخاري و قال إبراهيم بن طهمان عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس‌ أن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أتى بمال من البحرين فقال: «انثروه في المسجد» فكان أكثر مال أتى به رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، إذ جاءه العباس‌


[1] كذا في الحلبية و في المصرية معقل و في الخلاصة العباس بن عبد اللَّه بن معبد و لعله الصواب.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست