responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 294

ما وعدني ربى حقا» قال فسمع عمر صوته فقال يا رسول اللَّه أ تناديهم بعد ثلاث و هل يسمعون؟ يقول اللَّه تعالى‌ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى‌ فقال «و الّذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، و لكن لا يستطيعون أن يجيبوا». و رواه مسلم عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة به.

و قال ابن إسحاق و قال حسان بن ثابت:

عرفت ديار زينب بالكثيب‌* * * كخط الوحي في الورق القشيب‌

تداولها الرياح و كل جون‌* * * من الوسمي منهمر سكوب‌

فأمسى رسمها خلقا و أمست‌* * * يبابا بعد ساكنها الحبيب‌

فدع عنك التذكر كل يوم‌* * * ورد حرارة القلب [1] الكئيب‌

و خبّر بالذي لا عيب فيه‌* * * بصدق غير اخبار الكذوب‌

بما صنع المليك غداة بدر* * * لنا في المشركين من النصيب‌

غداة كأن جمعهم حراء* * * بدت أركانه جنح الغروب‌

فلاقيناهم منا بجمع‌* * * كاسد الغاب مردان و شيب‌

أمام محمد قد وازروه‌* * * على الأعداء في لفح الحروب‌

بأيديهم صوارم مرهفات‌* * * و كل مجرّب خاطى الكعوب‌

بنو الأوس الغطارف وازرتها* * * بنو النجار في الدين الصليب‌

فغادرنا أبا جهل صريعا* * * و عتبة قد تركنا بالجبوب [2]

و شيبة قد تركنا في رجال‌* * * ذوى حسب إذا نسبوا حسيب‌

يناديهم رسول اللَّه لمّا* * * قذفناهم كباكب في القليب‌

أ لم تجدوا كلامي كان حقا* * * و أمر اللَّه يأخذ بالقلوب‌

فما نطقوا و لو نطقوا لقالوا* * * صدقت و كنت ذا رأى مصيب‌

قال ابن إسحاق: و لما أمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أن يلقوا في القليب أخذ عتبة بن ربيعة فسحب في القليب فنظر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)- فيما بلغني- في وجه أبى حذيفة بن عتبة فإذا هو كئيب قد تغير لونه فقال: «يا حذيفة لعلك قد دخلت من شأن أبيك شي‌ء- أو كما قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)- فقال: لا و اللَّه يا رسول اللَّه ما شككت في أبى و لا في مصرعه، و لكنى كنت أعرف من أبى رأيا و حلما و فضلا فكنت أرجو أن يهديه ذلك للإسلام، فلما رأيت ما أصابه و ذكرت ما مات عليه من الكفر بعد الّذي كنت أرجو له أحزننى ذلك فدعا له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بخير و قال له خيرا

و قال البخاري حدثنا


[1] في ابن هشام: الصدر الكثيب.

[2] الجبوب اسم للأرض لأنها تجب أي تحفر.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست