responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 290

الأرض ثم يخرج فيفعل به مثل ذلك مرارا. فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «ذاك أبو جهل بن هشام يعذب الى يوم القيامة».

و قال الأموي في مغازيه سمعت أبى ثنا المجالد بن سعيد عن عامر قال‌ جاء رجل إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): فقال إني رأيت رجلا جالسا في بدر و رجل يضرب رأسه بعمود من حديد حتى يغيب في الأرض، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «ذاك أبو جهل و كل به ملك يفعل به كلما خرج فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة»

و قال البخاري حدثنا عبيد بن إسماعيل ثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال قال الزبير: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص و هو مدجج لا يرى منه الا عيناه، و هو يكنى أبا ذات الكرش، فقال أنا أبو ذات الكرش، فحملت عليه بعنزة فطعنته في عينه فمات قال هشام فأخبرت أن الزبير قال: لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطيت فكان الجهد أن نزعتها، و قد انثنى طرفاها، قال عروة فسأله إياها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فأعطاه إياها، فلما قبض رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أخذها ثم طلبها أبو بكر فأعطاه إياها، فلما قبض أبو بكر سألها إياه عمر بن الخطاب فأعطاه إياها، فلما قبض عمر أخذها ثم طلبها عثمان منه فأعطاه إياها، فلما قتل عثمان وقعت عند آل على فطلبها عبد اللَّه بن الزبير فكانت عنده حتى قتل. و قال ابن هشام حدثني أبو عبيدة و غيره من أهل العلم بالمغازى أن عمر بن الخطاب قال لسعيد بن العاص- و مر به- إني أراك كأن في نفسك شيئا أراك تظن أنى قتلت أباك إني لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله، و لكنى قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة فاما أبوك فانى مررت به و هو يبحث بحث الثور بروقه فحدت عنه و قصد له ابن عمه على فقتله.

قال ابن إسحاق‌ و قاتل عكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي حليف بنى عبد شمس يوم بدر بسيفه حتى انقطع في يده فأتى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فأعطاه جذلا من حطب فقال «قاتل بهذا يا عكاشة»

فلما أخذه من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) هزه فعاد سيفا في يده طويل القامة شديد المتن أبيض الحديدة، فقاتل به حتى فتح اللَّه على المسلمين و كان ذلك السيف يسمى العون ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حتى قتله طليحة الأسدي أيام الردة، و أنشد طليحة في ذلك قصيدة منها قوله:

عشية غادرت ابن أقوم [1] و ناويا* * * و عكاشة الغنمي عند مجال‌

و قد أسلم بعد ذلك طليحة كما سيأتي بيانه.

قال ابن إسحاق: و عكاشة هو الّذي قال حين بشر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أمته بسبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب و لا عذاب أدع اللَّه أن يجعلني منهم قال «اللَّهمّ اجعله منهم» و هذا الحديث مخرج في الصحاح و الحسان و غيرهما.

قال ابن إسحاق:

و قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌- فيما بلغني- «منا خير فارس في العرب» قالوا و من هو يا رسول اللَّه؟ قال «عكاشة بن محصن» فقال ضرار بن الأزور ذاك رجل منا يا رسول اللَّه، قال ليس منكم و لكنه‌


[1] ابن أقوم: هو ثابت بن أقوم الأنصاري كما في ابن هشام.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست