responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 282

قال إسحاق بن راهويه حدثنا وهب بن جرير بن حازم حدثني أبى عن محمد بن إسحاق حدثني أبى عن جبير بن مطعم. قال: رأيت قبل هزيمة القوم- و الناس يقتلون- مثل البجاد الأسود قد نزل من السماء مثل النمل الأسود، فلم أشك أنها الملائكة فلم يكن إلا هزيمة القوم‌] [1] و لما تنزلت الملائكة للنصر و رآهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حين أغفى إغفاءة ثم استيقظ و بشر بذلك أبا بكر و قال «أبشر يا أبا بكر هذا جبريل يقود فرسه على ثناياه النقع» يعنى من المعركة

ثم خرج رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من العريش في الدرع فجعل يحرض على القتال و يبشر الناس بالجنة و يشجعهم بنزول الملائكة و الناس بعد على مصافهم لم يحملوا على عدوهم حصل لهم السكينة و الطمأنينة و قد حصل النعاس الّذي هو دليل على الطمأنينة و الثبات و الايمان، كما قال‌ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ‌ و هذا كما حصل لهم بعد ذلك يوم أحد بنص القرآن، و لهذا قال ابن مسعود: النعاس في المصاف من الايمان، و النعاس في الصلاة من النفاق. و قال اللَّه تعالى‌ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَ إِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ إِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَ لَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَ لَوْ كَثُرَتْ وَ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ‌. قال الامام احمد: حدثنا يزيد ابن هارون ثنا محمد بن إسحاق حدثني الزهري عن عبد اللَّه بن ثعلبة أن أبا جهل قال- حين التقى القوم- اللَّهمّ أقطعنا للرحم و آتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة. فكان هو المستفتح و كذا ذكره ابن إسحاق في السيرة و رواه النسائي من طريق صالح بن كيسان عن الزهري، و رواه الحاكم من حديث الزهري أيضا ثم قال: صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه.

و قال الأموي حدثنا أسباط بن محمد القريشي عن عطية عن مطرف في قوله‌ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ‌ قال قال أبو جهل: اللَّهمّ [أعن‌] أعز الفئتين، و أكرم القبيلتين، و أكثر الفريقين.

فنزلت‌ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ‌ و

قال على بن أبى طلحة عن ابن عباس‌ في قوله‌ وَ إِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ‌ قال أقبلت عير أهل مكة تريد الشام فبلغ ذلك أهل المدينة فخرجوا و معهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يريدون العير، فبلغ ذلك أهل مكة فأسرعوا اليها لكيلا يغلب عليها النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أصحابه فسبقت العير رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و كان اللَّه قد وعدهم احدى الطائفتين، و كانوا يحبون أن يلقوا العير، و سار رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بالمسلمين يريد القوم، و كره القوم مسيرهم لشوكة القوم. فنزل النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و المسلمون، و بينهم و بين الماء رملة دعصة فأصاب المسلمون ضعف شديد و ألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ يوسوسهم تزعمون أنكم أولياء اللَّه و فيكم رسوله، و قد غلبكم المشركون على الماء و أنتم كذا! فأمطر اللَّه عليهم مطرا شديدا فشرب المسلمون و تطهروا فاذهب اللَّه عنهم رجز الشيطان فصار الرمل لبدا و مشى الناس عليه و الدواب، فساروا إلى القوم و أيد اللَّه نبيه و المؤمنين بألف من‌


[1] ما بين المربعين سقط من المصرية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست