responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 243

المغازي بعد ذكره ما تقدم مما سقناه عنه من تعيين رءوس الكفر من اليهود و المنافقين لعنهم اللَّه أجمعين و جمعهم في أسفل سافلين. ثم إن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) تهيأ لحربه و قام فيما أمره اللَّه به من جهاد عدوه و قتال من أمره به ممن يليه من المشركين، قال و قد قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) المدينة يوم الاثنين حين اشتد الضحاء و كادت الشمس تعتدل لثنتى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، و رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يومئذ ابن ثلاث و خمسين سنة، و ذلك بعد أن بعثه اللَّه بثلاث عشرة سنة فأقام بقية شهر ربيع الأول و شهر ربيع الآخر و جمادين و رجبا و شعبان و شهر رمضان و شوالا و ذا القعدة و ذا الحجة و ولى تلك الحجة المشركون، و المحرم، ثم خرج رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) غازيا في صفر على رأس اثنى عشر شهرا من مقدمه المدينة. قال ابن هشام: و استعمل على المدينة سعد بن عبادة. قال ابن إسحاق:

حتى بلغ و دان و هي غزوة الأبواء، قال ابن جرير: و يقال لها غزوة و دان أيضا، يريد قريشا و بنى ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، فوادعته فيها بنو ضمرة و كان الّذي وادعه منهم مخشى بن عمرو الضمريّ، و كان سيدهم في زمانه ذلك. و رجع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى المدينة و لم يلق كيدا فأقام بها بقية صفر و صدرا من شهر ربيع الأول. قال ابن هشام: و هي أول غزوة غزاها (عليه السلام). قال الواقدي و كان لواؤه مع عمه حمزة، و كان أبيض. قال ابن إسحاق: و بعث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في مقامه ذلك بالمدينة عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي في ستين- أو ثمانين- راكبا من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد، فسار حتى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة فلقى بها جمعا عظيما من قريش، فلم يكن بينهم قتال إلا أن سعد بن أبى وقاص قد رمى يومئذ بسهم، فكان أول سهم رمى به في سبيل اللَّه في الإسلام. ثم انصرف القوم عن القوم و للمسلمين حامية و فر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو البهراني حليف بنى زهرة، و عتبة بن غزوان بن جابر المازني حليف بنى نوفل بن عبد مناف، و كانا مسلمين و لكنهما خرجا ليتوصلا بالكفار. قال ابن إسحاق: و كان على المشركين يومئذ عكرمة بن أبى جهل و روى ابن هشام عن أبى عمرو بن العلاء [1] عن أبى عمرو المدني أنه قال: كان عليهم مكرز بن حفص.

قلت: و قد تقدم عن حكاية الواقدي قولان، أحدهما أنه مكرز، و الثاني أنه أبو سفيان صخر بن حرب و أنه رجح أنه أبو سفيان فاللَّه أعلم. ثم ذكر ابن إسحاق القصيدة المنسوبة إلى أبى [بكر] الصديق في هذه السرية التي أولها:

أمن طيف سلمى بالبطاح الدمائث‌* * * أرقت و أمر في العشيرة حادث‌

ترى من لؤيّ فرقة لا يصدها* * * عن الكفر تذكير و لا بعث باعث‌


[1] في ابن هشام: حدثني ابن أبى عمرو بن العلاء.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست