responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 24

قال ابن إسحاق: و جعل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يذكر جميع ما أنعم اللَّه به عليه و على العباد من النبوة سرا إلى من يطمئن اليه من أهله. و قال موسى بن عقبة عن الزهري: كانت خديجة أول من آمن باللَّه و صدق رسوله، قبل أن تفرض الصلاة.

قلت: يعنى الصلوات الخمس ليلة الاسراء. فأما أصل الصلاة فقد وجب في حياة خديجة رضى اللَّه عنها كما سنبينه.

و قال ابن إسحاق: و كانت خديجة أول من آمن باللَّه و رسوله، و صدق بما جاء به. ثم ان جبريل أتى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حين افترضت عليه الصلاة فهمز له، بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت له عين من ماء زمزم، فتوضأ جبريل و محمد (عليهما السلام)، ثم صلّى ركعتين و سجد أربع سجدات، ثم رجع النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و قد أقر اللَّه عينه، و طابت نفسه، و جاءه ما يحب من اللَّه، فأخذ يد خديجة حتى أتى بها الى العين، فتوضأ كما توضأ جبريل، ثم ركع ركعتين و أربع سجدات، ثم كان هو و خديجة يصليان سرا.

قلت: صلاة جبريل هذه غير الصلاة التي صلاها به عند البيت مرتين، فبين له أوقات الصلوات الخمس، أولها و آخرها، فان ذلك كان بعد فرضيتها ليلة الاسراء، و سيأتي بيان ذلك إن شاء اللَّه و به الثقة، و عليه التكلان.

فصل في ذكر أول من أسلم، ثم ذكر متقدمي الإسلام من الصحابة و غيرهم‌

قال ابن إسحاق: ثم إن على بن ابى طالب رضى اللَّه عنه جاء بعد ذلك بيوم و هما يصليان. فقال على يا محمد ما هذا؟ قال دين اللَّه الّذي اصطفى لنفسه، و بعث به رسله، فأدعوك إلى اللَّه وحده لا شريك له، و إلى عبادته. و أن تكفر باللات و العزى. فقال على: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاض أمرا حتى أحدث به أبا طالب. فكره رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أن يفشي عليه سره قبل ان يستعلن امره. فقال له: يا على إذ لم تسلم [1] فأكتم. فمكث عليّ تلك الليلة، ثم إن اللَّه أوقع في قلب على الإسلام، فأصبح غاديا إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حتى جاءه فقال ما ذا عرضت على يا محمد؟ فقال له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «تشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له و تكفر باللات و العزى، و تبرأ من الأنداد» ففعل عليّ و أسلم، و مكث يأتيه على خوف من ابى طالب و كتم على إسلامه و لم يظهره، و أسلم ابن حارثة- يعنى زيدا- فمكثا قريبا من شهر يختلف على إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، و كان‌


[1] في المصرية. إذ لم تسمع فأكتم‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست