responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 23

فصل‌

قال اللَّه تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ، فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ‌ و قال تعالى: وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى‌ إِلَيْكَ وَحْيُهُ، وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً و كان هذا في الابتداء، كان (عليه السلام) من شدة حرصه على اخذه من الملك ما يوحى اليه عن اللَّه عز و جل ليساوقه في التلاوة، فأمره اللَّه تعالى ان ينصت لذلك حتى يفرغ من الوحي، و تكفل له ان يجمعه في صدره، و ان ييسر عليه تلاوته و تبليغه، و ان يبينه له، و يفسره و يوضحه و يوقفه على المراد منه. و لهذا قال: وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى‌ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً و قال‌ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ‌ اى في صدرك‌ وَ قُرْآنَهُ‌ أي و أن تقرأه‌ (فَإِذا قَرَأْناهُ) أي تلاه عليك الملك‌ (فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) أي فاستمع له و تدبره‌ (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) و هو نظير قوله‌ (وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً). و في الصحيحين من حديث موسى بن ابى عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرك شفتيه، فانزل اللَّه‌ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ‌ قال جمعه في صدرك ثم تقرأه‌ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ‌ فاستمع له و أنصت‌ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ‌ قال فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده اللَّه عز و جل.

فصل‌

قال ابن إسحاق: ثم تتابع الوحي إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و هو مصدق بما جاءه منه، قد قبله بقبوله و تحمل منه ما حمله- على رضا العباد و سخطهم- و للنبوة أثقال و مؤنة لا يحملها و لا يستضلع بها إلا أهل القوة و العزم من الرسل، بعون اللَّه و توفيقه لما يلقون من الناس، و ما يرد عليهم مما جاءوا به عن اللَّه عز و جل فمضى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على ما أمر اللَّه، على ما يلقى من قومه من الخلاف و الّذي.

قال ابن إسحاق: و آمنت خديجة بنت خويلد و صدقت بما جاءه من اللَّه و وازرته على أمره، و كانت أول من آمن باللَّه و رسوله و صدقت بما جاء منه فخفف اللَّه بذلك عن رسوله، لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه، و تكذيب له فيحزنه ذلك، إلا فرج اللَّه عنه بها إذا رجع إليها تثبته و تخفف عنه، و تصدقه و تهون عليه أمر الناس، رضى اللَّه عنها و أرضاها.

قال ابن إسحاق: و حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد اللَّه بن جعفر. قال قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب، لا صخب فيه و لا نصب».

و هذا الحديث مخرج في الصحيحين من حديث هشام، قال ابن هشام: القصب هاهنا اللؤلؤ المجوف.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست