responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 239

عمر أن يصلى بهم مجمع فقال: لا و اللَّه، أو ليس امام المنافقين في مسجد الضرار؟ فحلف باللَّه ما علمت بشي‌ء من أمرهم فزعموا أن عمر تركه فصلى بهم. قال و وديعة بن ثابت و كان ممن بنى مسجد الضرار و هو الّذي قال: إنما كنا نخوض و نلعب فنزل فيه ذلك. قال و خذام بن خالد و هو الّذي أخرج مسجد الضرار من داره. قال ابن هشام مستدركا على ابن إسحاق في منافقي بنى النبيت من الأوس و بشر و رافع ابنا زيد.

قال ابن إسحاق: و مربع بن قيظى- و كان أعمى- و هو الّذي قال لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حين أجاز في حائطه و هو ذاهب إلى أحد: لا أحل لك إن كنت نبيا أن تمر في حائطي و أخذ في يده حفنة من تراب ثم قال: و اللَّه لو أعلم أنى لا أصيب بها غيرك لرميتك بها، فابتدره القوم ليقتلوه فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «دعوه فهذا الأعمى أعمى القلب أعمى البصر»

و قد ضربه سعد ابن زيد الأشهلي بالقوس فشجه. قال و أخوه أوس بن قيظى و هو الّذي قال: إن بيوتنا عورة. قال اللَّه‌ وَ ما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً قال و حاطب بن أمية بن رافع و كان شيخا جسيما قد عسا [1] في جاهليته، و كان له ابن من خيار المسلمين يقال له يزيد بن حاطب أصيب يوم أحد حتى أثبتته الجراحات، فحمل إلى دار بنى ظفر. فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أنه اجتمع اليه من بها من رجال المسلمين و نسائهم و هو يموت فجعلوا يقولون: أبشر بالجنة يا ابن حاطب. قال فنجم نفاق أبيه فجعل يقول: أجل جنة من حرمل، غررتم و اللَّه هذا المسكين من نفسه. قال و بشير بن أبيرق أبو طعمة سارق الدرعين الّذي أنزل اللَّه فيه‌ وَ لا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ‌ الآيات. قال و قزمان حليف لبني ظفر الّذي قتل يوم أحد سبعة نفر، ثم لما آلمته الجراحة قتل نفسه و قال: و اللَّه ما قاتلت إلا حمية على قومي ثم مات لعنه اللَّه. قال ابن إسحاق: و لم يكن في بنى عبد الأشهل منافق و لا منافقة يعلم إلا أن الضحاك بن ثابت كان يتهم بالنفاق و حب يهود. فهؤلاء كلهم من الأوس. قال ابن إسحاق: و من الخزرج رافع بن وديعة، و زيد بن عمرو، و عمرو بن قيس، و قيس بن عمرو ابن سهل، و الجد بن قيس و هو الّذي قال: ائذن لي و لا تفتني، و عبد اللَّه بن أبى بن سلول، و كان رأس المنافقين و رئيس الخزرج و الأوس أيضا، كانوا قد أجمعوا على أن يملكوه عليهم في الجاهلية، فلما هداهم اللَّه للإسلام قبل ذلك شرق اللعين بريقه و غاظه ذلك جدا، و هو الّذي قال:

لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الأذل. و قد نزلت فيه آيات كثيرة جدا، و فيه و في وديعة- رجل من بنى عوف- و مالك بن أبى قوقل و سويد و داعس و هم من رهطه نزل قوله تعالى‌ لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ‌ الآيات حين مالوا في الباطن إلى بنى النضير.


[1] عسا أي كبر و أسن من عسا القضيب إذا يبس، و عشا بالشين ضعف بصره. عن النهاية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست