responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 233

سالم عن أبيه أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) استشار الناس لما يهمهم من الصلاة، فذكروا البوق فكرهه من أجل اليهود، ثم ذكروا الناقوس فكرهه من أجل النصارى. فأرى النداء تلك الليلة رجل من الأنصار يقال له عبد اللَّه بن زيد و عمر بن الخطاب، فطرق الأنصاري رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ليلا فامر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بلالا فاذن به. قال الزهري و زاد بلال في نداء صلاة الغداة، الصلاة خير من النوم مرتين، فأقرها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقال عمر: يا رسول اللَّه رأيت مثل الّذي رأى و لكنه سبقني، و سيأتي تحرير هذا الفصل في باب الأذان من كتاب الأحكام الكبير إن شاء اللَّه تعالى و به الثقة. فاما الحديث الّذي أورده السهيليّ بسنده من طريق البزار حدثنا محمد بن عثمان بن مخلد ثنا أبى عن زياد بن المنذر عن محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب فذكر حديث الاسراء و فيه: فخرج ملك من وراء الحجاب فاذن بهذا الأذان و كلما قال كلمة صدقه اللَّه تعالى، ثم أخذ الملك بيد محمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فقدمه فأم بأهل السماء و فيهم آدم و نوح. ثم قال السهيليّ و أخلق بهذا الحديث أن يكون صحيحا لما يعضده و يشا كله من حديث الاسراء. فهذا الحديث ليس كما زعم السهيليّ أنه صحيح بل هو منكر تفرد به زياد بن المنذر أبو الجارود الّذي تنسب اليه الفرقة الجارودية و هو من المتهمين. ثم لو كان هذا قد سمعه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ليلة الاسراء لأوشك أن يأمر به بعد الهجرة في الدعوة إلى الصلاة و اللَّه اعلم [1]].

قال ابن هشام: و ذكر ابن جريج. قال قال لي عطاء سمعت عبيد بن عمير يقول: ائتمر النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أصحابه [بالناقوس‌] للاجتماع للصلاة، فبينا عمر بن الخطاب يريد أن يشترى خشبتين للناقوس إذ رأى عمر في المنام لا تجعلوا الناقوس بل أذنوا للصلاة. فذهب عمر إلى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ليخبره بما رأى و قد جاء النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الوحي بذلك فما راع عمر إلا بلال يؤذن، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حين أخبره بذلك «قد سبقك بذلك الوحي»

و هذا يدل على أنه قد جاء الوحي بتقرير ما رآه عبد اللَّه بن زيد بن عبد ربه كما صرح به بعضهم و اللَّه تعالى أعلم.

قال ابن إسحاق: و حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن امرأة من بنى النجار قالت: كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن عليه للفجر كل غداة فيأتى بسحر فيجلس على البيت ينتظر الفجر، فإذا رآه تمطى ثم قال: اللَّهمّ أحمدك و أستعينك على قريش أن يقيموا دينك، قالت ثم يؤذن، قالت و اللَّه ما علمته كان تركها ليلة واحدة- يعنى هذه الكلمات- و رواه أبو داود من حديثه منفردا به.


[1] هذا الحديث مقدم في النسخة المصرية و مؤخر في الحلبية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست