responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 216

أبو داود حدثنا محمد بن حاتم حدثنا عبد اللَّه بن موسى عن سنان عن فراس عن عطية العوفيّ عن عن ابن عمر أن مسجد النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) كانت سواريه على عهد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من جذوع النخل، أعلاه مظلل بجريد النخل، ثم إنها تخربت في خلافة أبى بكر، فبناها بجذوع و بجريد النخل، ثم انها تخربت في خلافة عثمان فبناها بالآجر، فما زالت ثابتة حتى الآن. و هذا غريب. و قد قال أبو داود أيضا حدثنا مجاهد بن موسى حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثني أبى عن أبى صالح ثنا نافع عن ابن عمر أخبره أن المسجد كان على عهد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مبنيا باللبن، و سقفه الجريد، و عمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا، و زاد فيه عمر و بناه على بنائه في عهد النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) باللبن و الجريد و أعاد عمده خشبا. و غيره عثمان رضى اللَّه عنه و زاد فيه زيادة كثيرة، و بنى جداره بالحجارة المنقوشة و القصة [1] و جعل عمده من حجارة منقوشة و سقفه بالساج [2] و هكذا رواه البخاري عن على بن المديني عن يعقوب بن إبراهيم به.

قلت:

زاده عثمان بن عفان رضى اللَّه عنه متأولا قوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم)‌ «من بنى للَّه مسجدا و لو كمفحص قطاة بنى اللَّه له بيتا في الجنة»

و وافقه الصحابة الموجودون على ذلك و لم يغيروه بعده، فيستدل بذلك على الراجح من قول العلماء أن حكم الزيادة حكم المزيد فتدخل الزيادة في حكم سائر المسجد من تضعيف الصلاة فيه و شد الرحال اليه، و قد زيد في زمان الوليد بن عبد الملك باني جامع دمشق زاده له بأمره عمر بن عبد العزيز حين كان نائبة على المدينة و أدخل الحجرة النبويّة فيه كما سيأتي بيانه في وقته، ثم زيد زيادة كثيرة فيما بعد، و زيد من جهة القبلة حتى صارت الروضة و المنبر بعد الصفوف المقدمة كما هو المشاهد اليوم.

قال ابن إسحاق: و نزل رسول اللَّه على أبى أيوب حتى بنى مسجده و مساكنه و عمل فيه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ليرغب المسلمين في العمل فيه. فعمل فيه المهاجرون و الأنصار و دأبوا فيه. فقال قائل من المسلمين.

لئن قعدنا و النبي يعمل‌* * * لذاك منّا العمل المضلل‌

و ارتجز المسلمون و هم يبنونه يقولون:

لا عيش إلا عيش الآخرة* * * اللَّهمّ ارحم الأنصار و المهاجرة

فيقول رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) «لا عيش إلا عيش الآخرة، اللَّهمّ ارحم المهاجرين و الأنصار» قال فدخل‌


[1] القصة هي الجص كما في النهاية.

[2] في المصرية: بالسلاح و في الحلبية بالساح تصحيف و الساج ألواح من الشجر، أو هو اسم لنوع من الشجر.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست