نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 213
و أصحابه بمكة من الاجتماع حتى يقيموا بها جمعة ذات خطبة و اعلان بموعظة و ما ذاك إلا لشدة مخالفة المشركين له، و أذيتهم إياه.
ذكر خطبة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يومئذ
قال ابن جرير: حدثني يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحيّ أنه بلغه عن خطبة النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في أول جمعة صلاها بالمدينة في بنى سالم بن عمرو بن عوف رضى اللَّه عنهم: «الحمد للَّه أحمده و أستعينه، و أستغفره و أستهديه، و أومن به و لا أكفره، و أعادى من يكفره و أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالهدى و دين الحق و النور و الموعظة على فترة من الرسل، و قلة من العلم، و ضلالة من الناس، و انقطاع من الزمان، و دنو من الساعة، و قرب من الأجل. من يطع اللَّه و رسوله فقد رشد، و من يعصهما فقد غوى و فرط و ضل ضلالا بعيدا، و أوصيكم بتقوى اللَّه فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة، و أن يأمره بتقوى اللَّه، فاحذروا ما حذركم اللَّه من نفسه، و لا أفضل من ذلك نصيحة، و لا أفضل من ذلك ذكرى. و إنه تقوى لمن عمل به على و جل و مخافة، و عون صدق على ما تبتغون من أمر الآخرة، و من يصلح الّذي بينه و بين اللَّه من أمر السر و العلانية لا ينوى بذلك إلا وجه اللَّه يكن له ذكرا في عاجل أمره و ذخرا فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم، و ما كان من سوى ذلك يود لو ان بينه و بينه أمدا بعيدا، و يحذركم اللَّه نفسه و اللَّه رءوف بالعباد. و الّذي صدق قوله، و أنجز وعده، لا خلف لذلك فإنه يقول تعالى ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِو اتقوا اللَّه في عاجل أمركم و آجله في السر و العلانية فإنه مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَ يُعْظِمْ لَهُ أَجْراًو من يتق اللَّه فقد فاز فوزا عظيما و إن تقوى اللَّه توقي مقته، و توقي عقوبته، و توقي سخطه و إن تقوى اللَّه تبيض الوجه، و ترضى الرب، و ترفع الدرجة، خذوا بحظكم و لا تفرطوا في جنب اللَّه قد علمكم اللَّه كتابه، و نهج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا و ليعلم الكاذبين فأحسنوا كما أحسن اللَّه إليكم، و عادوا أعداءه و جاهدوا في اللَّه حق جهاده هو اجتباكم و سماكم المسلمين ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حي عن بينة و لا قوة إلا باللَّه، فأكثروا ذكر اللَّه و اعملوا لما بعد الموت فإنه من أصلح ما بينه و بين اللَّه يكفه ما بينه و بين الناس ذلك بأن اللَّه يقضى على الناس و لا يقضون عليه، و يملك من الناس و لا يملكون منه، اللَّه أكبر و لا قوة إلا باللَّه العلى العظيم» هكذا أوردها ابن جرير و في السند إرسال.
و قال البيهقي: باب- أول خطبة خطبها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حين قدم المدينة-.
أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ أخبرنا أبو العباس الأصم حدثنا احمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 213