responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 212

بيتي فأمرتهم فأسلموا و كتمت إسلامي من اليهود و قلت: يا رسول اللَّه إن اليهود قوم بهت و إني أحب أن تدخلني في بعض بيوتك فتغيبنى عنهم، ثم تسألهم عنى فيخبروك كيف أنا فيهم قبل أن يعلموا بإسلامي فإنهم إن يعلموا بذلك بهتوني و عابونى، و ذكر نحو ما تقدم. قال فأظهرت إسلامي و إسلام أهل بيتي و أسلمت عمتي خالدة بنت الحارث. و قال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني عبد اللَّه ابن أبى بكر حدثني محدث عن صفية بنت حيي قالت: لم يكن أحد من ولد أبى و عمى أحب اليهما منى، لم ألقهما في ولد لهما قط أهش اليهما الا اخذانى دونه، فلما قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قباء- قرية بنى عمرو بن عوف- غدا اليه أبى و عمى أبو ياسر بن أخطب مغلسين، فو اللَّه ما جاءنا إلا مع مغيب الشمس، فجاءانا فاترين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا، فهششت اليهما كما كنت أصنع فو اللَّه ما نظر إلى واحد منهما، فسمعت عمى أبا ياسر يقول لأبي: أ هو هو؟ قال نعم و اللَّه! قال تعرفه بنعته و صفته؟ قال نعم و اللَّه! قال فما ذا في نفسك منه؟ قال عداوته و اللَّه ما بقيت. و ذكر موسى بن عقبة عن الزهري أن أبا ياسر بن أخطب حين قدم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) المدينة ذهب اليه و سمع منه و حادثة ثم رجع إلى قومه فقال: يا قوم أطيعون فان اللَّه قد جاءكم بالذي كنتم تنتظرون، فاتبعوه و لا تخالفوه فانطلق أخوه حيي بن أخطب- و هو يومئذ سيد اليهود، و هما من بنى النضير- فجلس إلى رسول اللَّه و سمع منه، ثم رجع إلى قومه- و كان فيهم مطاعا- فقال: أتيت من عند رجل و اللَّه لا أزال له عدوا أبدا. فقال له أخوه أبو ياسر يا ابن أم أطعنى في هذا الأمر و اعصني فيما شئت بعده لا تهلك، قال لا و اللَّه لا أطيعك أبدا، و استحوذ عليه الشيطان و اتبعه قومه على رأيه.

قلت: أما أبو ياسر و اسمه حيي بن أخطب [1] فلا أدرى ما آل اليه أمره، و أما حيي بن أخطب والد صفية بنت حيي فشرب عداوة النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أصحابه، و لم يزل ذلك دأبه لعنه اللَّه حتى قتل صبرا بين يدي رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يوم قتل مقاتلة بنى قريظة كما سيأتي إن شاء اللَّه.

فصل‌

و لما ارتحل (عليه السلام) من قباء و هو راكب ناقته القصواء و ذلك يوم الجمعة أدركه وقت الزوال و هو في دار بنى سالم بن عوف، فصلى بالمسلمين الجمعة هنالك، في واد يقال له وادي رانوناء فكانت أول جمعة صلاها رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بالمسلمين بالمدينة، أو مطلقا لانه و اللَّه أعلم لم يكن يتمكن هو


[1] كذا في الأصلين في كتب السيرة أنهم كانوا ثلاثة حيي بن أخطب و أبو ياسر بن أخطب و الثالث هو جدي بن أخطب و لم نعثر على اسم أبى ياسر في المراجع التي بأيدينا.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست