responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 151

و فيتم فلكم الجنة، و إن غشيتم من ذلك شيئا فأخذتم بحده في الدنيا فهو كفارة له، و إن سترتم عليه إلى يوم القيامة فأمركم إلى اللَّه إن شاء عذب و إن شاء غفر. و هذا الحديث مخرج في الصحيحين و غيرهما من طرق عن الزهري به نحوه. و قوله على بيعة النساء- يعنى وفق على ما نزلت عليه بيعة النساء بعد ذلك عام الحديبيّة- و كان هذا مما نزل على وفق ما بايع عليه أصحابه ليلة العقبة. و ليس هذا عجيب فان القرآن نزل بموافقة عمر بن الخطاب في غير ما موطن كما بيناه في سيرته و في التفسير، و إن كانت هذه البيعة وقعت عن وحي غير متلو فهو أظهر و اللَّه أعلم.

قال ابن إسحاق: فلما انصرف عنه القوم بعث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، و أمره أن يقرئهم القرآن، و يعلمهم الإسلام و يفقههم في الدين. و قد روى البيهقي عن ابن إسحاق قال فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إنما بعث مصعبا حين كتبوا اليه أن يبعثه اليهم، و هو الّذي ذكره موسى بن عقبة كما تقدم، إلا أنه جعل المرة الثانية هي الاولى.

قال البيهقي: و سياق ابن إسحاق أتم و قال ابن إسحاق: فكان عبد اللَّه بن أبى بكر يقول:

لا أدرى ما العقبة الاولى. ثم يقول ابن إسحاق: بلى لعمري قد كانت عقبة و عقبة. قالوا كلهم:

فنزل مصعب على أسعد بن زرارة فكان يسمى بالمدينة المقرئ، قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم ابن عمر بن قتادة أنه كان يصلى بهم، و ذلك أن الأوس و الخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض رضى اللَّه عنهم أجمعين.

قال ابن إسحاق: و حدثني محمد بن أبى أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كنت قائد أبى حين ذهب بصره فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها صلّى على أبى أمامة أسعد بن زرارة. قال فمكث حينا على ذلك لا يسمع لأذان الجمعة إلا صلّى عليه و استغفر له. قال فقلت في نفسي و اللَّه إن هذا بى لعجز، ألا أسأله؟ فقلت يا أبت مالك إذا سمعت الأذان للجمعة صليت على أبى أمامة؟ فقال أي بنى كان أول من جمع بنا بالمدينة في هزم النبيت من حرة بنى بياضة في بقيع يقال له بقيع الخضمات [1] قال قلت و كم أنتم يومئذ؟ قال أربعون رجلا. و قد روى هذا الحديث أبو داود و ابن ماجة من طريق محمد بن إسحاق (رحمه اللَّه). و قد روى الدارقطنيّ عن ابن عباس أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) كتب إلى مصعب بن عمير يأمره بإقامة الجمعة، و في اسناده غرابة و اللَّه أعلم.


[1] كذا بالأصل، و في ابن هشام: نقيع بالنون. و أورده السهيليّ بالباء و النون و ذكر فيه روايات مختلفة و شرح هزم النبيت و قال: هو جبل على بريد من المدينة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست