responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 134

إسحاق عمن حدثه عن عروة بن الزبير عن عبد اللَّه بن جعفر. قال: لما مات أبو طالب عرض لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) سفيه من سفهاء قريش فالقى عليه ترابا، فرجع إلى بيته فاتت امرأة من نباته تمسح عن وجهه التراب و تبكى، فجعل يقول: «أي بنية لا تبكين فان اللَّه مانع أباك» و يقول ما بين ذلك «ما نالت قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب ثم شرعوا». قد رواه زياد البكائي عن محمد ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلا و اللَّه أعلم. و روى البيهقي أيضا عن الحاكم و غيره عن الأصم عن احمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: «ما زالت قريش كاعين [1] حتى مات أبو طالب» ثم رواه عن الحاكم عن الأصم عن عباس الدوري عن يحيى بن معين حدثنا عقبة المجدر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قال: «ما زالت قريش كاعة حتى توفى أبو طالب» و قد روى الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي بسنده عن ثعلبة بن صعير و حكيم بن حزام أنهما. قالا: لما توفى أبو طالب و خديجة- و كان بينهما خمسة أيام- اجتمع على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مصيبتان و لزم بيته و أقل الخروج، و نالت منه قريش ما لم تكن تنال و لا تطمع فيه، فبلغ ذلك أبا لهب فجاءه فقال: يا محمد امض لما أردت و ما كنت صانعا إذ كان أبو طالب حيا فاصنعه، لا و اللات لا يوصل إليك حتى أموت. و سب ابن الغيطلة رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فاقبل اليه أبو لهب فنال منه، فولى يصيح يا معشر قريش صبا أبو عتبة.

فأقبلت قريش حتى و قفوا على أبى لهب فقال: ما فارقت دين عبد المطلب، و لكنى أمنع ابن أخى أن يضام حتى يمضى لما يريد. فقالوا لقد أحسنت و أجملت و وصلت الرحم فمكث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) كذلك أياما يأتى و يذهب لا يعرض له أحد من قريش، و هابوا أبا لهب إذ جاء عقبة بن أبى معيط و أبو جهل إلى أبى لهب فقالا له: أخبرك ابن أخيك أين مدخل أبيك؟ فقال له أبو لهب يا محمد أين مدخل عبد المطلب؟ قال مع قومه. فخرج اليهما فقال قد سألته فقال مع قومه. فقالا يزعم أنه في النار. فقال يا محمد أ يدخل عبد المطلب النار؟ فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و من مات على ما مات عليه عبد المطلب دخل النار. فقال أبو لهب- لعنه اللَّه- و اللَّه لا برحت لك إلا عدوا أبدا و أنت تزعم أن عبد المطلب في النار. و اشتد عند ذلك أبو لهب و سائر قريش عليه.

قال ابن إسحاق: و كان النفر الذين يؤذون رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) في بيته أبو لهب، و الحكم بن أبى العاص بن أمية، و عقبة بن أبى معيط، و عدي بن الحمراء، و ابن الاصداء الهذلي. و كانوا جيرانه لم يسلم منهم أحد إلا الحكم بن أبى العاص. و كان أحدهم- فيما ذكر لي- يطرح عليه رحم الشاة و هو يصلى، و كان أحدهم يطرحها في برمته إذا نصبت له، حتى اتخذ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حجرا يستتر


[1] الكاعة جمع كاع و هو الجبان. كع الرجل يكع كعا جبن عنه. في النهاية.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست