نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 3 صفحه : 107
أزيهر فقامت دونه أم غيلان و نسوة كن معها حتى منعتهم. قال السهيليّ: يقال إنها أدخلته بين درعها و بدنها.
قال ابن هشام: فلما كانت أيام عمر بن الخطاب أتته أم غيلان و هي ترى أن ضرارا أخوه، فقال لها عمر: لست بأخيه الا في الإسلام، و قد عرفت منتك عليه فأعطاها على أنها بنت سبيل.
قال ابن هشام: و كان ضرار بن الخطاب لحق عمر بن الخطاب يوم أحد فجعل يضربه بعرض الرمح و يقول: أنج يا ابن الخطاب لا أقتلك فكان عمر يعرفها له بعد الإسلام رضى اللَّه عنهما.
فصل
و ذكر البيهقي هاهنا دعاء النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) على قريش حين استعصت عليه بسبع مثل سبع يوسف و أورد ما أخرجاه في الصحيحين من طريق الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن ابن مسعود. قال: خمس مضين، اللزام [1] و الروم، و الدخان، و البطشة، و القمر. و في رواية عن ابن مسعود. قال: إن قريشا، لما استعصت على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أبطئوا عن الإسلام. قال: «اللَّهمّ أعنى عليهم بسبع كسبع يوسف» قال فاصابتهم سنة حتى فحصت كل شيء، حتى أكلوا الجيف و الميتة و حتى أن أحدهم كان يرى ما بينه و بين السماء كهيئة الدخان من الجوع. ثم دعا فكشف اللَّه عنهم، ثم قرأ عبد اللَّه هذه الآية إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ قال فعادوا فكفروا فاخروا إلى يوم القيامة- أو قال فاخروا إلى يوم بدر- قال عبد اللَّه: إن ذلك لو كان يوم القيامة كان لا يكشف عنهم (يوم نبطش البطشة الكبرى انا منتقمون) قال: يوم بدر. و في رواية عنه.
قال: لما رأى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من الناس إدبارا. قال: «اللَّهمّ سبع كسبع يوسف» فاخذتهم سنة حتى أكلوا الميتة و الجلود و العظام. فجاءه أبو سفيان و ناس من أهل مكة فقالوا: يا محمد إنك تزعم أنك بعثت رحمة و أن قومك قد هلكوا، فادع اللَّه لهم. فدعا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) فسقوا الغيث، فأطبقت عليهم سبعا فشكا الناس كثرة المطر. فقال: «اللَّهمّ حوالينا و لا علينا» فانجذب السحاب عن رأسه فسقى الناس حولهم، قال لقد مضت آية الدخان- و هو الجوع الّذي أصابهم- و ذلك قوله إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ و آية الروم، و البطشة الكبرى، و انشقاق القمر، و ذلك كله يوم بدر. قال البيهقي: يريد- و اللَّه أعلم- البطشة الكبرى و الدخان و آية اللزام كلها حصلت ببدر. قال و قد أشار البخاري إلى هذه الرواية ثم أورد من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس. قال جاء: أبو سفيان إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) يستغيث من الجوع لأنهم لم