responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 42

الأسد و لبوته يلحسانه و لم يضراه فجاءت أمه فوجدتهما يلحسانه فنجاه اللَّه بذلك حتى بلغ ما بلغ قال أبو بردة قال أبو موسى قال علماء تلك القرية فنقش دانيال صورته و صورة الاسدين يلحسانه في فص خاتمه لئلا ينسى نعمة اللَّه عليه في ذلك. اسناد حسن.

و هذا ذكر عمارة بيت المقدس بعد خرابها و اجتماع الملأ من بنى إسرائيل بعد تفرقهم في بقاع الأرض و شعابها

قال اللَّه تعالى في كتابه المبين و هو أصدق القائلين‌ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى‌ قَرْيَةٍ وَ هِيَ خاوِيَةٌ عَلى‌ عُرُوشِها. قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى‌ طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَ انْظُرْ إِلى‌ حِمارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَ انْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ) قال هشام بن الكلبي ثم أوحى اللَّه تعالى الى ارميا (عليه السلام) فيما بلغني انى عامر بيت المقدس فاخرج اليها فانزلها فخرج حتى قدمها و هي خراب فقال في نفسه سبحان اللَّه أمرنى اللَّه أن أنزل هذه البلدة و أخبرني انه عامرها فمتى يعمرها و متى يحييها اللَّه بعد موتها ثم وضع رأسه فنام و معه حماره و سلة من طعام فمكث في نومه سبعين سنة حتى هلك نصر و الملك الّذي فوقه و هو لهراسب و كان ملكه مائة و عشرين سنة و قام بعده ولده بشتاسب بن لهراسب و كان موت بخت‌نصّر في دولته فبلغه عن بلاد الشام انها خراب و ان السباع قد كثرت في ارض فلسطين فلم يبق بها من الانس أحد فنادى في ارض بابل في بنى إسرائيل ان من شاء ان يرجع الى الشام فليرجع و ملك عليهم رجلا من آل داود و امره ان يعمر بيت المقدس و يبنى مسجدها فرجعوا فعمروها و فتح اللَّه لأرميا عينيه فنظر الى المدينة كيف تبنى و كيف تعمر و مكث في نومه ذلك حتى تمت له مائة سنة ثم بعثه اللَّه و هو لا يظن انه نام أكثر من ساعة و قد عهد المدينة خرابا فلما نظر اليها عامرة آهلة قال أعلم أن اللَّه على كل شي‌ء قدير. قال فأقام بنو إسرائيل بها ورد اللَّه عليهم أمرهم فمكثوا كذلك حتى غلبت عليهم الروم في زمن ملوك الطوائف. ثم لم يكن لهم جماعة و لا سلطان يعنى بعد ظهور النصارى عليهم. هكذا حكاه ابن جرير في تاريخه عنه. و ذكر ابن جرير ان لهراسب كان ملكا عادلا سائسا لمملكته قد دانت له العباد و البلاد و الملوك و القواد و انه كان ذا رأى جيد في عمارة الأمصار و الأنهار و المعاقل. ثم لما ضعف عن تدبير المملكة بعد مائة سنة و نيف نزل عن الملك لولده بشتاسب فكان في زمانه ظهور دين المجوسية [1] و ذلك ان رجلا كان اسمه زردشت‌


[1] (قوله و ذلك أن رجلا كان اسمه زردشت إلخ) هذه الحكاية خلاف الواقع. بل الواقع أن زردشت هو إبراهيم الزردشت أحد الأنبياء الذين ظهروا في وادي نهر الأرس بقفقازيا المشار اليهم في‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست