responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 279

قال فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): «اما ما كان لي و لبني عبد المطلب فهو للَّه و لكم» فقالت الأنصار.

و ما كان لنا فهو للَّه و لرسوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم).

و سيأتي أنه عليه الصلاة و السلام أطلق لهم الذرية و كانت ستة آلاف ما بين صبي و امرأة، و أعطاهم أنعاما و أناسى كثيرا. حتى قال أبو الحسين بن فارس فكان قيمة ما أطلق لهم يومئذ خمسمائة ألف ألف درهم. فهذا كله من بركته العاجلة في الدنيا، فكيف ببركته على من اتبعه في الدار الآخرة.

فصل‌

قال ابن إسحاق: بعد ذكر رجوعه عليه الصلاة و السلام إلى أمه آمنة بعد رضاعة حليمة له. فكان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مع أمه آمنة بنت وهب، و جده عبد المطلب في كلاءة اللَّه و حفظه، ينبته اللَّه نباتا حسنا لما يريد به من كرامته فلما بلغ ست سنين توفيت أمه آمنة بنت وهب.

قال ابن إسحاق: حدثني عبد اللَّه بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن أم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) آمنة توفيت و هو ابن ست سنين بالأبواء بين مكة و المدينة، كانت قد قدمت به على أخواله من بنى عدي بن النجار تزيره إياهم. فماتت و هي راجعة به إلى مكة. و ذكر الواقدي بأسانيده أن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) خرجت به أمه إلى المدينة و معها أم أيمن و له ست سنين، فزارت أخواله. قالت أم أيمن فجاءني ذات يوم رجلان من يهود المدينة فقالا لي أخرجى إلينا أحمد ننظر اليه، فنظرا اليه و قلباه فقال أحدهما لصاحبه هذا نبي هذه الأمة و هذه دار هجرته، و سيكون بها من القتل و السبي أمر عظيم. فلما سمعت أمه خافت و انصرفت به، فماتت بالأبواء و هي راجعة* و قد

قال الامام أحمد حدثنا حسين بن محمد حدثنا أيوب ابن جابر عن سماك عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن بريدة عن أبيه قال: خرجنا مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) حتى إذا كنا بودّان قال «مكانكم حتى آتيكم» فانطلق ثم جاءنا و هو ثقيل، فقال: «إني أتيت قبر أم محمد فسألت ربى الشفاعة- يعنى لها- فمنعنيها، و انى كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، و كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام فكلوا و أمسكوا ما بدا لكم، و نهيتكم عن الاشربة في هذه الاوعية فاشربوا ما بدا لكم»

و قد رواه البيهقي من طريق سفيان الثوري عن علقمة بن يزيد عن سليمان ابن بريدة عن أبيه قال: انتهى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلى رسم قبر فجلس و جلس الناس حوله، فجعل يحرك رأسه كالمخاطب ثم بكى فاستقبله عمر فقال ما يبكيك يا رسول اللَّه؟ قال: «هذا قبر آمنة بنت وهب استأذنت ربى في أن أزور قبرها فاذن لي، و استأذنته في الاستغفار لها فأبى على، و أدركتنى رقتها فبكيت». قال فما رئيت ساعة أكثر باكيا من تلك الساعة.

تابعه محارب بن دثار عن بريدة عن أبيه. ثم‌

روى البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن بحر بن نصر عن عبد اللَّه بن وهب حدثنا ابن جريج عن أيوب بن هاني عن‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست