responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 178

سجونه و كانوا ثمانمائة رجل و استعمل عليهم وهرز و كان ذا سن فيهم و أفضلهم حسبا و بيتا فخرجوا في ثمان سفائن فغرقت سفينتان و وصل إلى ساحل عدن ست سفائن فجمع سيف إلى وهرز من استطاع من قومه و قال له رجلي و رجلك حتى نموت جميعا أو نظفر جميعا فقال له وهرز أنصفت و خرج اليه مسروق ابن أبرهة ملك اليمن و جمع اليه جنده فأرسل اليهم وهرز ابنا له ليقاتلهم فيختبر قتالهم، فقتل ابن وهرز فزاده ذلك حنقا عليهم فلما تواقف الناس على مصافهم. قال: وهرز أرونى ملكهم فقالوا له أ ترى رجلا على الفيل عاقدا تاجه على رأسه بين عينيه ياقوتة حمراء. قال: نعم. قالوا ذلك ملكهم فقال اتركوه قال فوقفوا طويلا ثم قال علام هو؟ قالوا قد تحول على الفرس. قال اتركوه فتركوه طويلا ثم قال علام هو؟

قالوا على البغلة قال وهرز: بنت الحمار ذل و ذل ملكه، إني سأرميه فان رأيتم أصحابه لم يتحركوا فأثبتوا حتى أوذنكم فانى قد أخطأت الرجل و إن رأيتم القوم قد استداروا به و لاثوا فقد أصبت الرجل فاحملوا عليهم. ثم وتر قوسه و كانت فيما يزعمون لا يوترها غيره من شدتها و أمر بحاجبيه فعصبا له ثم رماه فصك الياقوتة التي بين عينيه و تغلغلت النشابة في رأسه حتى خرجت من قفاه، و نكس عن دابته و استدارت الحبشة و لاثت به، و حملت عليهم الفرس فانهزموا فقتلوا و هربوا في كل وجه، و أقبل وهرز ليدخل صنعاء حتى إذا أتى بابها قال لا تدخل رايتي منكسة أبدا اهدموا هذا الباب فهدم، ثم دخلها ناصبا رايته فقال سيف بن ذي يزن الحميري:

يظن الناس بالملكين‌* * * أنهما قد التأما

و من يسمع بلأمهما* * * فان الخطب قد فقما

قتلنا القيل مسروقا* * * و روينا الكثيب دما

و إن القيل قيل الناس‌* * * وهرز مقسم قسما

يذوق مشعشعا حتى‌* * * نفى‌ء السبي و النعما

و وفدت العرب من الحجاز و غيرها على سيف يهنئونه بعود الملك اليه و امتدحوه. فكان من جملة من وفد قريش و فيهم عبد المطلب بن هاشم، فبشره سيف برسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أخبره بما يعلم من أمره و سيأتي ذلك مفصلا في باب البشارات به عليه الصلاة و السلام.

قال ابن إسحاق: و قال أبو الصلت بن أبى ربيعة الثقفي قال ابن هشام و يروى لامية بن أبى الصلت:

ليطلب الوتر أمثال ابن ذي يزن‌* * * ريّم في البحر للأعداء أحوالا

يمم قيصرا لما حان رحلته‌* * * فلم يجد عنده بعض الّذي سالا

ثم انثنى نحو كسرى بعد عاشرة* * * من السنين يهين النفس و المالا

حتى أتى ببني الأحرار يحملهم‌* * * إنك عمري لقد أسرعت قلقالا

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست