responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 146

و إنما مثلكم و مثل اليهود و النصارى كرجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين الا فأنتم الذين تعملون من صلاة العصر الى المغرب على قيراطين قيراطين الا لكم الأجر مرتين فغضب اليهود و النصارى فقالوا نحن أكثر عملا و أقل عطاء قال اللَّه تعالى (هل ظلمتكم من حقكم شيئا فقالوا لا قال فإنه فضلي أوتيه من أشاء)

و هذا الحديث فيه دليل على أن مدة هذه الأمة قصيرة بالنسبة إلى ما مضى من مدد الأمم قبلها لقوله إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم قبلكم كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس فالماضى لا يعلمه إلا اللَّه كما أن الآتي لا يعلمه إلا هو و لكنه قصير بالنسبة إلى ما سبق و لا اطلاع لأحد على تحديد ما بقي إلا اللَّه عز و جل كما قال اللَّه تعالى‌ (لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ) و قال‌ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها إِلى‌ رَبِّكَ مُنْتَهاها). و ما تذكره بعض الناس من الحديث المشهور عند العامة من أنه (عليه السلام) لا يؤلف تحت الأرض فليس له أصل في كتب الحديث و ورد فيه حديث أن الدنيا جمعة من جمع الآخرة و في صحته نظر. و المراد من هذا التشبيه بالعمال تفاوت أجورهم و أن ذلك ليس منوطا بكثرة العمل و قلته بل بأمور أخر معتبرة عند اللَّه تعالى و كم من عمل قليل أجدى ما لا يجديه العمل الكثير هذه ليلة القدر العمل فيها أفضل من عبادة ألف شهر سواها و هؤلاء أصحاب محمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أنفقوا في أوقات لو أنفق غيرهم من الذهب مثل أحد ما بلغ من أحدهم و لا نصيفه من تمر و هذا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بعثه اللَّه على رأس أربعين سنة من عمره و قبضه و هو ابن ثلاث و ستين على المشهور و قد برز في هذه المدة التي هي ثلاث و عشرون سنة في العلوم النافعة و الأعمال الصالحة على سائر الأنبياء قبله حتى على نوح الّذي لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى عبادة اللَّه وحده لا شريك له و يعمل بطاعة اللَّه ليلا و نهارا صباحا و مساء (صلوات اللَّه و سلامه عليه) و على سائر الأنبياء أجمعين فهذه الأمة انما شرفت و تضاعف ثوابها ببركة سيادة نبيها و شرفه و عظمته كما قال اللَّه تعالى‌ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ* لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى‌ شَيْ‌ءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ أَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ‌

* فصل‌

و أخبار بنى إسرائيل كثيرة جدا في الكتاب و السند النبويّة و لو ذهبنا نتقصى ذلك لطال الكتاب و لكن ذكرنا ما ذكره الامام أبو عبد اللَّه البخاري في هذا الكتاب ففيه مقنع و كفاية و هو تذكرة و أنموذج‌

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست