نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 93
ذكيا فصيحا شاعرا، لديه فضائل جمة، حاضر الجواب سريعه. و لما أرسله طغرلبك إلى الخليفة يطلب ابنته، و امتنع الخليفة من ذلك و أنشد متمثلا بقول الشاعر
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
فأجابه الوزير تمام قوله
تجرى الرياح بما لا يشتهي السفن
فسكت الخليفة و أطرق. قتل عن نيف و أربعين سنة. و من شعره قوله:
إن كان في الناس ضيق عن منافستى* * * فالموت قد وسع الدنيا على الناس
مضيت و الشامت المغبون يتبعني* * * كل لكاس المنايا شارب حاسى
و قد بعثه الملك طغرلبك يخطب له امرأة خوارزم شاه فتزوجها هو، فخصاه الملك و أمره على عمله فدفن ذكره بخوارزم، و سفح دمه حين قتل بمروالروذ، و دفن جسده بقريته، و حمل رأسه فدفن بنيسابور، و نقل قحف رأسه إلى كرمان، و أنا أشهد أن اللَّه جامع الخلائق إلى ميقات يوم معلوم أين كانوا، و حيث كانوا، و على أي صفة كانوا سبحانه و تعالى.
ثم دخلت سنة ثمان و خمسين و أربعمائة
في يوم عاشوراء أغلق أهل الكرخ دكاكينهم و أحضروا نساء ينحن على الحسين، كما جرت به عادتهم السالفة في بدعتهم المتقدمة المخالفة، فحين وقع ذلك أنكرته العامة، و طلب الخليفة أبا الغنائم و أنكر عليه ذلك. فاعتذر إليه بأنه لم يعلم به، و أنه حين علم أزاله، و تردد أهل الكرخ إلى الديوان يعتذرون من ذلك، و خرج التوقيع بكفر من سب الصحابة و أظهر البدع. قال ابن الجوزي: في ربيع الأول ولد بباب الأزج صبية لها رأسان و وجهان و رقبتان و أربع أيد، على بدن كامل ثم ماتت. قال: و في جمادى الآخرة كانت بخراسان زلزلة مكثت أياما، تصدعت منها الجبال، و هلك جماعة، و خسف بعدة قرى، و خرج الناس إلى الصحراء و أقاموا هنالك، و وقع حريق بنهر يعلى فاحترق مائة دكان و ثلاثة دور، و ذهب للناس شيء كثير، و نهب بعضهم بعضا. قال ابن الجوزي و في شعبان وقع قتال بدمشق فأحرقوا دارا كانت قريبة من الجامع، فاحترق جامع دمشق. كذا قال ابن الجوزي: و الصحيح المشهور أن حريق جامع دمشق إنما هو في ليلة النصف من شعبان سنة إحدى و ستين و أربعمائة بعد ثلاث سنين مما قال، و أن غلمان الفاطميين اقتتلوا مع غلمان العباسيين فألقيت نار بدار الامارة، و هي الخضراء، فاحترقت و تعدى حريقها حتى وصل إلى الجامع فسقطت سقوفه، و بادت زخرفته، و تلف رخامه، و بقي كأنه خربة، و بادت الخضراء فصارت كوما من تراب بعد ما كانت في غاية الأحكام و الإتقان، و طيب الفناء، و نزهة المجالس، و حسن المنظر، فهي إلى يومنا هذا لا يسكنها لرداءة مكانها إلا سفلة الناس و أسقاطهم، بعد ما كانت دار الخلافة و الملك و الامارة، منذ أسسها معاوية بن أبى سفيان، و أما الجامع الأموي فإنه لم يكن على وجه الأرض
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي جلد : 12 صفحه : 93