responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 79

في ذلك يتلو قوله تعالى‌ (قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ) ثم لما فرغوا من التطواف به جي‌ء به إلى المعسكر فألبس جلد ثور بقرنيه، و علق بكلوب في شدقيه، و رفع إلى الخشبة، فجعل يضطرب إلى آخر النهار فمات (رحمه اللَّه). و كان آخر كلامه أن قال: الحمد للَّه الّذي أحيانى سعيدا، و أماتنى شهيدا.

و فيها وقع برد بأرض العراق أهلك كثيرا من الغلات، و قتل بعض الفلاحين، و زادت دجلة زيادة كثيرة، و زلزلت بغداد في هذه السنة قبل الفتنة بشهر زلزالا شديدا، فتهدمت دور كثيرة، و وردت الأخبار أن هذه الزلزلة اتصلت بهمذان و واسط، و تكريت، و عانة، و ذكر أن الطواحين وقفت من شدتها. و فيها كثر النهب ببغداد حتى كانت العمائم تخطف عن الرءوس، و خطفت عمامة الشيخ أبى نصر الطباع، و طيلسانه و هو ذاهب إلى صلاة الجمعة.

و في أواخر السنة خرج السلطان طغرلبك من همذان فقاتل أخاه و انتصر عليه، ففرح الناس و تباشروا بذلك، و لم يظهروا ذلك خوفا من البساسيري، و استنجد طغرلبك بأولاد أخيه داود- و كان قد مات- على أخيه إبراهيم فغلبوه و أسروه في أوائل سنة إحدى و خمسين، و اجتمعوا على عمهم طغرلبك، فسار بهم نحو العراق، فكان من أمرهم ما سيأتي ذكره في السنة الآتية إن شاء اللَّه.

و فيها توفى من الأعيان.

الحسن بن محمد أبو عبد اللَّه الونى‌

الفرضيّ، و هو شيخ الحربي، و كان شافعيّ المذهب، قتل في بغداد في فتنة البساسيري، و دفن في يوم الجمعة يوم عرفة منها.

داود أخو طغرلبك‌

و كان الأكبر منهم، توفى فيها و قام أولاده مقامه.

أبو الطيب الطبري‌

الفقيه، شيخ الشافعية، طاهر بن عبد اللَّه بن طاهر بن عمر، ولد بآمل طبرستان سنة ثمان و أربعين و ثلاثمائة، سمع الحديث بجرجان من أبى أحمد الغطريفى، و بنيسابور من أبى الحسن الماسرجسي، و عليه درس الفقه أيضا و على أبى على الزجاجي، و أبى القاسم بن كج، ثم اشتغل ببغداد على أبى حامد الأسفراييني، و شرح المختصر و فروع ابن الحداد، و صنف في الأصول و الجدل، و غير ذلك من العلوم الكثيرة النافعة، و سمع ببغداد من الدار قطنى و غيره، و ولى القضاء بربع الكرخ بعد موت أبى عبد اللَّه الصيمري، و كان ثقة دينا ورعا، عالما بأصول الفقه و فروعه، حسن الخلق سليم الصدر مواظبا على تعليم العلم ليلا و نهارا. و قد ترجمته في طبقات الشافعية، و حكى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي عنه- و كان شيخه، و قد أجلسه بعده في الحلقة- أن أبا الطيب أسلم خفا له- و كان متقللا من الدنيا فقيرا- عند خفاف ليصلحه له فأبطأ عليه فكان كلما مر عليه أخذه فغمسه في الماء و قال: أيها الشيخ الساعة

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست