responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 55

و ميافارقين، و دخل يوما على أبى العلاء المعرى فقال له: إني معتزل الناس و هم يؤذوننى، و تركت لهم الدنيا، فقال له الوزير: و الآخرة أيضا. فقال و الآخرة يا قاضى؟ قال: نعم. و له ديوان قليل النظير عزيز الوجود، حرص عليه القاضي الفاضل فلم يقدر عليه، توفى فيها. و من شعره في وادي تزاعة.

وقانا لفحة الرمضاء واد* * * وقاه مضاعف النبت العميم‌

نزلنا دوحه فحنا علينا* * * حنو المرضعات على الفطيم‌

و أرشفنا على ظمأ زلالا* * * ألذ من المدامة للنديم‌

يراعى الشمس أنى قابلته* * * فيحجبها ليأذن للنسيم‌

تروع حصاه حالية العذارى* * * فتلمس جانب العقد النظيم‌

قال ابن خلكان: و هذه الأبيات بديعة في بابها.

ثم دخلت سنة ثمان و ثلاثين و أربعمائة

استهلت هذه السنة و الموتان كثير في الدواب جدا، حتى جافت بغداد. قال ابن الجوزي: و ربما أحضر بعض الناس الأطباء لأجل دوابهم فيسقونها ماء الشعير و يطببونها. و فيها حاصر السلطان بن طغرلبك أصبهان فصالحه أهلها على مال يحملونه إليه، أن يخطب له بها، فأجابوه إلى ذلك. و فيها ملك مهلهل قرميسين و الدينور. و فيها تأمر على بنى خفاجة رجل يقال له رجب بن أبى منيع بن ثمال، بعد وفاة بدران بن سلطان بن ثمال، و هؤلاء الأعراب أكثر من يصد الناس عن بيت اللَّه الحرام، فلا جزاهم اللَّه خيرا.

و ممن توفى فيها من الأعيان.

الشيخ أبو محمد الجويني‌

إمام الشافعية: عبد اللَّه بن يوسف بن محمد بن حيسويه الشيخ أبو محمد الجويني، و هو والد إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن أبى محمد، و أصله من قبيلة يقال لها سنبس، و جوين من نواحي نيسابور، سمع الحديث من بلاد شتى على جماعة، و قرأ الأدب على أبيه، و تفقه بابي الطيب سهل ابن محمد الصعلوكي، ثم خرج إلى مرو إلى أبى بكر عبد اللَّه بن أحمد القفال، ثم عاد إلى نيسابور و عقد مجلس المناظرة، و كان مهيبا لا يجرى بين يديه إلا الجد، و صنف التصانيف الكثيرة في أنواع من العلوم و كان زاهدا شديد الاحتياط لدينه حتى ربما أخرج الزكاة مرتين. و قد ذكرته في طبقات الشافعية و ذكرت ما قاله الأئمة في مدحه، توفى في ذي القعدة منها. قال ابن خلكان: صنف التفسير الكبير المشتمل على أنواع العلوم، و له في الفقه التبصرة و التذكرة، و صنف مختصر المختصر، و الفرق و الجمع، و السلسلة و غير ذلك، و كان إماما في الفقه و الأصول و الأدب و العربية. توفى في هذه السنة، و قيل سنة أربع و ثلاثين. قاله السمعاني في الأنساب، و هو في سن الكهولة.

نام کتاب : البداية و النهاية نویسنده : ابن كثير الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست